انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/199

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(1), من 6 .. ? و و (1) نفس لا كنت ولاكان الهوى التقى المولی وخاف وارهبي فأعاد البيت الأخير ، وقال لمن شكوا اليه : من كان منكم مغنيا فليغن هكذا .. وكان مرة في سفر فرفع عقيرته بالغناء وأنشد : وما حملت ناقة فوق رحلها أبر وأوفي ذمة من محمد فاجتمع الركب اليه ، فقرأ فتفرقوا . فعل ذلك وفعلوه مرات ، فصاح بهم : « يا بني المتكاء ! .. اذا أخذت في مزامير الشيطان اجتمعتم ، وإذا أخذت في كتاب الله تفرقتم ? .. » لا يلومهم على الغناء وسماعه ، وانما يلومهم أن يؤثروه على سماع القرآن مرات . ولا شك أن الشغف بالشعر الجزل والحديث الرائق" والصوت الحسن لا يجتمع في نفس الا اجتمع معه ذوق للجمال وسرور بكل حسن جميل . ولكن أين يقع هذا من صرامة عمر وبأسه وشدة حجره على زينة الحسان ؟ فقد دخل في روع أناس أنها جميعا من نقائض حب الجمال ، وقد سمعنا هذا فعلا من أدباء يجلون "عمر ولا يحسبون ذوق الجمال من مأثور حسناته ، لأنه كان شديدا في الحجاب وكان ينفي الفتيان الحسان صنع بنصر بن حجاج ومعقل بن سنان ، وكان يقول : « استعينوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر ... وعندنا نحن أنه هذا جميعه ينم على الاحساس بخطر الجمال وطغيان فتنته ، ولا ينم على غفلة عنه وقلة مبالاة بأثره . وما نخال أحدا من المترخصين في الحجاب كان يؤمن بسلطان الجمال أبلغ بسلطانه ، أو كان يعرف حق المرأة في الشوق اليه كما عرفه وأمر برعايته ، فانه كان ينكر على الآباء أن يكرهن فتياتهم على قباح الوجوه ويوصيهم : « ألا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح فانهن يحببن ما تحبون ) وجاءت له امرأة بزوج أشعث أغبر تسأله الخلاص منه ، فأمر به أن يحم" وأن تقلم أظفاره ويؤخذ من شعره ، ثم قال له ولمن في مجلسه واصنعوا لهن فو الله انهن ليحبين أن تتزينوا كما تحبون أن يتزين لكم » فكل ما روي عن عمر من الشدة والرفق في معرض الجمال فهو دلیل (1) أي عهد ۰ (۲) ضد الركيك . (۲) بمعنى الحسن : (4) يعظمون .. (5) المغبر الرأس : (6) من الاستحمام - کیا . من ایمان عمر (1)

وهكذا