وغيرها من المواضع التي في الربع الغربي والشمال من معمور الأرض كانت مملكتهم ولغتهم واحدة
(والأمّة الرابعة) القبط وهم أهل مصر وأهل الجنوب وهم أصناف السودان من الحبشة والنوبة والزنج وغيرهم من أهل المغرب وهم البرابر ومن اتَّصل بهم إلى بحر اقنابس1 الغربي المحيط لغتهم واحدة ومملكتهم واحدة
(والأمَّة الخامسة) أجناس الترك من الجريجيَّة وكيماك والتغزغز2 والخزر والسرير وجيلان وخوزان3 وطيلسان4 وكشك و برطاس كانت لغتهم واحدة ومملكتهم واحدة
(والأمَّة السادسة) الهند والسند ومن اتَّصل بهم افتهم واحدة وملكهم واحد
(والأمة السابعة) الصين ومن اتَّصل بهم من سكّان بلاد عامور بن یافث بن نوح عليه السلام مملكتهم واحدة ولغتهم واحدة
فهذه الأمم السبعة كانت محيطة بجميع البشر وكانوا جميعاً صابئةً يعبدون الأصنام تمثيلاً بالجواهر العلويَّة والأشخاص الفلكية من الكواكب السبعة وغيرها ثمَّ افترقت هذه الأمم السبعة وتشعَّبت لغاتهم وتباينت أديانهم
قال صاعد ووجدنا هذه الأمم على كثرة فرقهم وتخالف مذاهبهم طبقتين. فطبقة عُنيت بالعلم فظهرت منها ضروب العلوم وصدرت عنها فنون المعارف. وطبقة لم تُعْنَ بالعلم عناية تستحقُّ بها اسمهُ بَعد مَن امتثلهُ5 فلم يُنقل عنها فائدة حكمة ولا رُؤيت بها نتيجة فكرة. فأما الطبقة التي عُنيت بالعلوم فثمانية أمم الهند
والفرس والكلدانيون والعبرانيون واليونانيون والروم وأهل مصر والعرب. وأمّا