سر تقدم الانكليز السكسونيين على لان أبنى فيها منذ سنة . وحالته مرضية وهو يستفيد كثيرا . ولا بد أنكم عرفتم شأن المدرسة من نظامها . وهي لا تهتم بالتعليم المدرسي المشهور . الا انها تعتنى باللغات العصرية وبكل ما يفيد الشبان في حياتهم . ولها اهتمام عظيم بالصحة وتربية الاخلاق . وأطعمتها جيدة متنوعة تخالف الاطعمة التي تقدم عادة في المدارس . والمبادئ التي ذكرت في النظام يعلمها بغاية الضبط والاحكام رجل امتاز بالعقل والاقدام . ذو ميـل خصوصی الی تربية الشبان . اما عدد طلبتها فخمسون . ولذلك يعتنى بكل واحد منهم حدته . ولم امكث فيها سوى يومين غير انى أعجبت كثيراً بما شاهدته من المعيشة الراضية . ولم أجد فيها نقصا الى عدم تعليم التوراة المقدسة واملك لاترى ذلك عيبا أما موقعها فصحى قد كملت فيه وسائل الراحة ومدرسوها على جانب من الظرف والعلم الوافر لان الدكتور «ريدي » يختارهم من ذوى الاخلاق الفاضلة والفضائل الكاملة لكي يبثوا حب الخير في التلامذة وكثير منهم ماهرون في فن الموسيقى اه فلما قرأت هذه الرسائل وأخذت حظى من محادثة موسيو « بيرفردج » عولت على اختبار الأمر بنفسى واليك ما وصلت اليه افتتحت مدرسة الدكتور « ريدي » في شهر اكتوبر سنة 1889 بمدينة « أبو تصولم » من اقليم « دير بيزير » وهي واقعة في الخلاء وسط حقل زراعي هو من أعظم وسائل التربية فيها وليس حولها مدن كبيرة ومع كونها قريبة العهد فان أحد المتخرجين منها وهو موسيو « بادلى » أنشأ مدرسة على مثالها في جنوب انجلترا باقليم «صوصكص » في مدينة « بيدال » وبين ٨٥
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/93
المظهر