التعليم في المدارس الانجليزية ثم ألقى به فجأة بعد هذا في احدى الاقاصى كانى بك أيها القارئ وقد عرفت أي الرجلين اعدا للمستقبل الذي قضت به حالة الدنيا الجديدة على الامم القدمة وأيهما يكون ذا الهمة في الاعمال العظيمة التي لم تعد من خصائص الملوك بل من لوازم الامم كما قال امبراطور المانيا ها قد بينت لك نظامين أحدها صادر من أقوى ملك . وينتسب الثاني الى بعض الافراد . ولعل الملك العظيم لم يفطن الى ان أحسن طريق في تشجيع الامة وتحريضها على العمل الذاتي انما هو أن ينسحب الملك لان الهمة الشخصية تبتدى حيث ينهى تداخل الحكومات ۷۸ لفصل الثالث ه فيما اذا كان نظام التعليم بالمدارس الانجليزية يربى رجالا لو أردنا تلخيص المسئلة الاجتماعية في صيغة صغيرة لقلنا ان مرجعها التربية اذ المراد بحل المسئلة الاجتماعية هو تعويد الشخص على حب الاحوال الجديدة في العالم وكلها تطلب أن يصير المرء قادرا على الارتزاق بنفسه لان الوسائل القديمة التي اعتاد الناس على استعمالها صارت غير مفيدة ولا وافية بالمراد ولا شبهة في اننا صائرون الى زمن يتم فيه التغير الذي تبدوا لنا اشاراته سواء كان فيه سعادة لنا أو شقاء وليس الحرج الذي نشعر به آتيا الا من التناقص بين وسائل تربيتنا المؤسسة على طريقة تقادم عهدها وبين ما تقتضيه ظروف الحياة الجديدة . فانا لانزال نربى رجالا لا يصلحون
