مر تقدم الانكليز السكسونيين نعومة أظفارهم على محبة النظام الحالى والاعجاب به . هذا هو مراد الامبراطوار كما صرح به في قوله « لما كنت في المدرسة ما كان التلامذة يذكرون ( المنتخب الكبير ) الاكالخيال ولم يكن لحرب السبع سنين ذكر في درس التاريخ كما أهمل حرب سنة 1813 الى سنة 1815 مع أن . معرفته لازمة لكل شاب المانى . ولولا الدروس الخصوصية خارج المدرسة لما عرفت من ذلك شيئا» الى أن قال « مع أن في تعليم ذلك أهمية عظمى ولا موجب للتضليل على شباننا بتوجيه الملام على حكومتنا والاعجاب بما عند الاجنبى » هذا غاية في الصراحة فليحرزه السامعون . يريد الامبراطور أن لا تشتغل أفكار أمته بأجنبي عنها فلا تعرف ما يجري في البلاد الاخرى وان تصير معجبة بالحوادث التي أوجدت وحـدة ألمانيا اذهي الامر المهم . وبهذا التضييق على الافكار ينقطع التنديد بالحكومة وتتغير أفكار الشبان في الزمن الحاضر الى أحسن منها كما يشاء الامبراطور . ولا شبهة في أن أفكارهم تتغير اذا لم يتعلموا من التاريخ الا ما اختص بشجاعة البروسيالان في ذلك ابعاداً لهم عن الاشتغال بألمانيا القديمة وماضيها الطويل ولكى لا تبقى شبهة في مراد الامبراطور من التربية العملية قال « أيها السادة انى في حاجة الى الجند فلا بد لي من نسل قوى قادر على خدمة البلاد ولهـذا ينبغى ادخال نظام المدارس الحربية في المدارس العالية » ولعمري أن هذه التربية لا تجعل الشبيبة الالمانية قادرة على احتمال الحياة الحقيقية وكسب عيشها اليومى حيث لا موجب للقتال ولا محل للنزال بل الغرض الارتزاق -1- . ) 65
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/73
المظهر