التعليم في المدارس الالمانية مال بالاحزاب عموما والحكومات خصوصا الى رئاسة المدارس والقبض على زمام التعليم فيها لاعتقاد الكل يقينا انها أنجح الوسائل في الوصول الى الغرض المقصود فلا يختلف في ذلك اثنان . تلك هي العلة في اشتداد الخصام بين الاحزاب على المدارس وطرق التعليم فيها وما يجب تعليمه حتى صارت في البلدين فرنسا والمانيا من أهم الوسائل التي تستعمل للفوز في الانتخابات وقد كثر اختلاف الاحزاب على قوانينها حتى سنت كل بلد قانونا مخصوصا تحرت فيه حكومتها تأييد النظام الذي يوافق مصلحتها فاصبحت في يد الحكومة تقلبها كيف تشاء ولعب الامبراطور بالمدارس الالمانية كما لعبنا بالمدارس الفرنساوية من غير معارض ولا منازع ومن المستغربات بعد هذا ان يقول الامبراطور نفسه اليوم ان المدارس لم تأت بما كان ينتظره منها سياسيا وهو اعلم من غيره بما يقول ولقد بدأ رجال السياسة عندنا يقولون مثل ذلك القول لان عدداً غير قليل من الاغلبية وهو الاكثر فطنة وذكاء يجاهرون بأنهم لم يستفيدوا من المدارس ما كانوا يرجون ويشيرون بالعدول عنها ويلاحظون بان عدد الذين نفروا منهم بسبب القوانين التي سنوها لها اكثر من الذين استمالوهم بواسطتها تم افصح الامبراطور عن الذي كان يرجوه من المدارس سياسيا فقال «ولو أنت المدارس بالفائدة المقصودة منها لقاومت أحزاب الجمهورية . أقول هذا عن خبر وعلم لاني كنت في المدارس وعالم بما يجرى فيها » وقوله هـذا يطابق قول الفئة القليلة في مجلس النواب الفرنساوي بالتمام أيام كان الامر بيدها في البلاد ويطابق أيضا قول الاغلبية الحاضرة لأنها كانت ترى وجوب 7. .
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/68
المظهر