التعليم في المدارس الفرنساوية نوال المطلوب . وهكذا يفوت الوقت صعب لا تقدم في العمر . وكلما زادالطمع و تتعاقب الأعوام وتزداد الصعوبات والمرء واقف بين الأقدام والأحجام وليست الشبوبية بكافية وحدها بل لابد معها من ان يكون في الشاب استعداد وميل للصناعة التي يطلبها وان يكون على معلومات تليق بها اذ يصير المرء من أرباب الزراعة أو الصناعة أو التجارة دفعة واحدة بل كلها أعمال تقتضى التدرب ولا تنال الا بالعمل واقتفاء أثر الآباء والأجداد و نظام مدارسنا لا يهيئ الى مثل تلك الأعمال بل انه يبعد المتعلمين عنها لانه يغرس فيهم الاعتقاد بأفضلية الوظائف في الحكومة . وكثير ممن لاحياة لهم الا بالزراعة أو الصناعة أو التجارة يندهشون عند ما يسمعون أبناءهم يوم يوم يخرجون من المدرسة يقولون انا لانريد أن نحذو حذو آبائنا . وما للدهشة موجب فان المدرسة قد بغضت اليهم صنائع آبائهم حتى صار الناس لا يلومون الشبان على فرارهم من المهن والصنائع الجارية مع كونها أشرف الأعمال وأنفعها . ومن يرجعون منهم اليها بعد خذلانهم في الامتحان لا يعملون فيها الا عن قهر واضطرار على غير استعداد ولاميل . فهم يدخلونها وشروط النجاح غير متوفرة لديهم ومع ماتقدم فان نظام المدارس عندنا يهي المتخرجين منها الى عملين آخرين غير التوظف في الحكومة وهما الاستخدام في المصالح الحرة واعتناق الحرف الأدبية . فاما كونه يهيئ الى الاستخدام في المصالح الحرة فظاهر لما بين مصالح الحكومة والمصالح الحرة من الشبه فان هذه لا تطلب من مستخدميها استقلالا في العمل ولا قوة في الارادة ولا اجتهاداً أكثر مما
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/58
المظهر