سر تقدم الانكليز السكسونيين
لان المدرسة نظمت على نسق ثكنة عسكرية يقوم الطلبة فيها من نومهم على صوت البوق أو رنة الجرس و ينتقلون مصطفين بالنظام من عمل إلى آخر ورياضتهم تشبة الاستعراض العسكري فهم لا يخرجون من الدرس الا في رحيات داخل البناء عالية الأسوار و يتمشون فيها جماعات جماعات كأنهم لا يلعبون . وليس لهم من الزمن ما يستريحون فيه من عناء الدرس والمطالعة فلهم نصف ساعة في الصباح و ساعة بعد طعام الظهر ونصف ساعة بعد العصر ومعدل خروجهم من المدرسة يوم واحد في الشهر ولا يتيسر للعائلات زيارة ابنائهم اكثر من مرتين في الاسبوع مدة ساعة على الاكتر في مكان مخصوص مزدحم بالموجودين بحيث يسمع بعضهم بعضا، ومن الواضح ان هذا النظام يضعف في الشاب قوة العمل الاختياري ويوهن الهمة والاقدام كما أن من شأنه أيضا ازالة ماقد يوجد بين الطلبة من تفاوت الانساب لان الدائرة التي تدور على الجميع واحدة فتجعلهم في الحقيقة آلات معدة للعمل الذي يقصده منها . ومما يزيد في سهولة انقيادهم وحسن طاعتهم كون النظام الذي تربوا عليه لا يؤدي الى تربية الفكر والتعقل بل الطالب يتناول مسرعا كثيرا من المواد سواء أحكم تعلمها أم لا ولا تشغل ملكاته الا الذاكرة فكما أنه يتلقى التعليم من دون نظر فيه تراه ينحنی من غير تردد أمام الأوامر التي تصدر له من رؤسائه في المصالح التي يوظف فيها ولا غرابة في هذا الفن فان مصدر ذلك التعليم و تلك الأوامر واحد في الحقيقة و هي الحكومة . وكانی بهم يقولون له : أيها التلميذ ان الحكومة قد علمتك مبادئها فصرت اليوم موظفا تلقي أوامرها. ومرجع الصفتين واحد