مقدمة الطبعة الثانية وقلنا ان ذلك راجع الى ما فطرت عليه تلك الأمة من المزايا الحقيقية التي بقيت كامنة فيها الى ان ساعدت الظروف على نموها نموا فجائيا وتلك الظروف هي اتساع نطاق وسائل النقل وتسهيل طرق المواصلات . فتقدم الامة الجرمانية في عصرنا هذا ناتج عن المانيا القديمة اما الامبراطورية الالمانية الجديدة فانها لا تنتج غير انتشار الجندية والادارة ومذاهب الاشتراكيين كما هو مشاهد الآن مادامت على نظامها الحالي . ولا يخفى ان . ٤٢ تلك النتائج لا تقترن بسعادة الامم التي توجد فيها وثروتها . الا ترى انه لم يكن عندنا أيام لويز الرابع عشر ونابليون غير الداء من الاولين ولقد ذهبا بنا الى أسوإ الاحوال . وكذلك كان شأن البلاد الأندلسية أيام الملك شارلكان وفيليب الثاني ومن لوازم تلك النظامات في أول الامر انها تمثل الامة بمظهر التموة السياسية والاجتماعية لانها تجمع بسرعة العناصر الحية التي تكونت شيئا فشيئا تحت ظل النظامات السابقة في قبضة رجل واحد . وذلك هو الزمن المجيد الذي كان للبروسيا أخيراً كما كانت عليه الاندلس وبلادنا في الازمان الغابرة . غير ان اجتماع قوى الامة الحية في يد واحدة يؤدى مع الزمن الى ضعفها كلها وتعطيل منفعتها فتنحل وتصير عقيمة وحينئذ يستولى الدمار والانحطاط على الامة . واذا استمرت الامبراطورية الالمانية في الطريق التي وصلت منها « والظاهر أنها تستمر » فأنها لا تنجو من نتائجها وعلى الالمانيين أن يعجلوا الاستفادة من فضائلهم الاولى فينشروا تجارتهم ويكفوا عن ملامنا على تأخرنا فانما نحن السابقون وهم بنـا لاحقون . والخلاصة ان .
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/50
المظهر