٣٦٤ نهوض الهيئه الاجتماعيه يتوقف عليها رغد الامة لانه ثبت ان المؤثر الادبى وحده لا يقوم بحاجتنا في هذه الازمان وفى اننا ننشر تلك الفضائل الاجتماعية وندافع عنها لانها دار السلام ولا خوف من هذا على المؤثر الادبي ان ينسى وتثقل عليه وطأة نمو الهمة الذاتية واعتماد كل امرء في الحياة على نفسه كما انه لا يخشى من حط درجة الانسان وجعله محبا لذاته واماتة الامل وقتل روح الاحتمال وعاطفة الاحسان وحب الجار فيه فأني لن أفرغ من كتابي الا اذا أسكنت روع القراء مما يخافون أقول لهم ان ترتيب الحوادث وسير الوجود يرشدنا الى ان الامم التي بلغت فيها همة الانسان منتهاها هى ملجأ الحياة الادبية الصحيحة حيث تثبت الاخلاق وتبقى المحامد . وبيانه ان المؤثر الادبى انما يجعل المرء قادرا على قهر النفس والتغلب على هواها . وليس من درس يتعلم فيه الرجل نفسه وقيادة زمامها أشد فعلا من الحياة الملية التي يتعلم فيها أنه لا اعتماد له الا على نفسه . وليس من مرب يأخذ بمجامع القلوب أكثر من تلك الحياة فهى التي تقود المرء الى ( الحياة الحقيقية » وهي المدرسة الطبيعية التي تريه كيف يحتمل المتاعب والرزايا وهى الاسهل تناولا والاكثر شيوعا وطلابا . تلك ضرورة أشد فعلا في النفوس من وعظ الواعظين ونصح الحكماء والمرشدين الذين يدخل كلامهم من احدى الاذنين ويخرج من الاخرى ذلك لان الاعمال تدعو الى العمل أكثر من الاقوال جاء في الكتاب « انك لتنال عيشك من عرق جبينك » حكمة هي
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/372
المظهر