سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٥٥ التي اتخذت لها موطنا مختارا في الميزانية العلامة السابعة ميل الناس ثانية الى المعيشة الخلوية والاحتراف بالمهن المستقلة والسبب فى هذا الميل هو الازدحام على أبواب الوظائف وهبوط فائدة المال وعدم كفاية الميزانية بحاجة الامة وقد بدأ الناس يقللون من احتقارهم لتلك المهن التي هجروها لمجرد الاستحسان لا بالبرهان ولتوهم انها دون الرتبة وللنفور من كل عمل يقتضى الكد ويطلب الهمة ويكون صاحبه فيه مسؤولا عنه وسيعودون اليها خاضعين لحكم الزمان . ظهرت هذه الحركة على الخصوص فى الزراعة فقد التجأ اليها اضطرارا عدد من أرباب الاملاك الذين خسروا بانحطاط الزراعة وهبوط فائدة الاموال والتزاحم حول الوظائف الادارية وهم مع ذلك يودون اطالة مدة اقامتهم في المدن ولكن طبعة الحال تدفعهم الى - الريف وقد انتهى بهم الحال – وكان لا بد من ذلك - فتعودوا على الاشتغال باستغلال أراضيهم التي هجرها المستأجرون أو أضروا بها وصار بعضهم يسكن وسط أملاكه ويقضى القسم الاكبر من السنة فيها ومنهم من أقام فيها نهائيا طلبا للاقتصاد . ومما يدل على تلك الحركة أيضا انتشار الشركات الزراعية وكثرة الجرائد الزراعية والجمعيات الزراعية فقد ظهرت هذه الجمعيات مئات مئآت في كل ناحية وكان تأليفها بسعى أصحاب الاملاك الواسعة الذين كانوا في مبدأ الامر يستخدمونها في أغراضهم السياسية وتأييد نفوذهم ولكنهم صاروا يتأثرون شيئا فشيئا بذلك الوسط الجديد وأصبحوا يتعرفون مسائل السماد والآلات الزراعية
