٣٤٢ نهوض الهيئة الاجتماعية تحتياً والتحتى فوقيا وبالجملة لا بد لنا من قلب العقول قلبا تاما فاذا لم تتهياً النفوس الى هذا الانقلاب فلا بد لها من الانتحاب على مفاسد الناس كما « يبكى الاطفال ( ولو ان هذا الخطاب قرى على القديس « فرنسوا داسيز » لا مضى عليه باليدين لانه كان يريد أيضا « أن يتجرد المرء عن كل ما ليس ضروريا » قال « اذهبوا ولا تلبسو افضة ولا ذهبا ولا تأخذوامالا في جيوبكم ولا وطابا ولا بردين ولا نعلين ولا عصا ونحن نعلم ما كان لمذهبه من ما سرعة الانتشار وكثرة اقبال الناس عليه فلم يمض على تأسيسه تسع سنوات حتى تمكن من ارسال خمسة آلاف مريد الى الجمعية العمومية في «آسيز » و بلغ . عدد أصحابه مائة وخمسة عشر ألف نسمة يقيمون في سبعة آلاف دير وذلك غير اديرة النساء وعامة القوم الذين مالوا الى ذلك المذهب وجروا عليه ولو ان تلك الجماهير أصغت الى هذا النداء لاصبح أصحاب المؤثر الادبي آمنين على تحسين حال الامة الفرنساوية لكن الحوادث دلتنا على ان انتشار الاخلاق والدين ذلك الانتشار لم يؤثر باكثر مما كان له من النتائج في الدولة الرومانية وايرلنده التعيسة . وظلت عوامل التقهقرتنهك الامة التليانية بين فوضى سياسية وفساد أخلار منهما أمة الرومان أيام عبادة الاصنام. ولم تقتصر النهضة الجديدة على ارجاع التليان الى ما كانت عليه الامم الغابرة من الاخلاق والفنون بل أعادت اليها أيضا رذائلهم الاولى الحال فى ذلك البلد بتقويض أركان نظامه الاجتماعي والسياسي ولم وانتهى • يمن عن ذلك سعى القديسين والاخيار وما كان لهم من النفوذ ولم يقتد الناس بهم فيما كانوا به يتظاهرون
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/350
المظهر