٣٤٠ نهوض الهيئة الاجتماعية في الاخلاق لقلة المال. عندهم الا ان هذا الاعتراض يسقط اذا لوحظ ان الامم المتبربرة ليست كلها هى التى احتلت البلاد وان الذين جاءوا منها اليها لم يكونوا من أبسطهم معيشة وأقلهم مالا ( راجع في شرح هذا الدليل ما كتبه موسيودى نورفيل » في مجلة العلم الاجتماعي تحت عنوان « تاريخ النشأة الاستقلالية » على انني لا أنسب نجاح المتبر برين الى توحشهم ورذائلهم وجرائهم وسأبين فيما بعد سبب هذا التحول وأكتفى الآن ببيان انهم قاموا بما عجز عنه غيرهم وان ذلك يدل على أنهم كانوا يحملون معهم روحا أشد بأساً وأ كبر قوة من فعل المؤثر الادبي ولنا فى أرلنده مثال آخر على ضعف ذلك المؤثر الادبى فقد سميت تلك الجزيرة فى القرن السادس بجزيرة الاولياء والقديسين وكانت مشحونة بالمعابد والادرة ومنها ذهب المرسلون لنشر الدين المسيحى فى الام الجرمانية وكان فى امكان جمعية الأخلاق ان تجد فيهم أنصاراً بقدر ما تريد لان كل الناس فى جميع الاقطار كانوا مشتغلين بتلك «الحياة الحقيقية » وكانت تلك البلاد غاصة بالرجال الذين اتصفوا بما تسعى اليه من الاخلاق كحب الخير والعقل والتقى وما كان اعتقادهم كنار القش لا تكاد توقد حتى الحمية تصير رماداً بل هو اعتقاد متين لان ارلنده لا تزال الى اليوم مهد الدينية وكان من اللازم ان هذه الحياة الادبية توجد في تلك الامة حالة اجتماع من أحسن الحالات وأكثرها دواما وأرضاها ولكنها لسوء الحظ ما جنت الا دوام التقهقر وكان مبدأ ظهوره وهى فى أشد حالاتها تمسكا
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/348
المظهر