أحسن الحالات لتحصيل السعادة ومعلوم ان تلك الاماني بعيدة المنال لذلك كانت الامم التي تودها أتمس الامم فى الحياة الدنيا وهي لذلك أشدها حزنا وكدرا . أما الامم التي تعتقد ان الأولى للانسان ان يكون قائما من ان يكون جالسا فهي بالطبع أوفر حظا وأوفى سعادة اذ يلزم للفوز في الدنيا ان لا يجلس المرء ما استطاع الى الوقوف سبيلا لكن ليس من السهل ادخال هذه الروح في الاذهان فلا يكفى لذلك ان ينادى على منابر الخطابة أو فى المدارس بان السعادة في العمل لان هذه الصيغة بهذا التركيب ( السعادة فى العمل ( غير صحيحة حتى عند الذين ينطقون بها ولا يعملون بها الا قليلا ولو كانت صحيحة لاصبح الناس أجمعون لا تنثنى لهم عزيمة عن العمل أبدا اذ ما من أحد الا وهو يحب السعادة حبا كثيرا والحقيقة ان معظم البشر لا يجد السعادة في العمل والواقع ان السعادة ليست في العمل بل هي في القدرة عليه وفرق بين الحالتين فمن الناس من يقولون ليتنا نحب العمل ولكنهم لا يحبونه ولن يحبوه مع ما يقرأون فى كتب الاخلاق من الحض عليه والنصح به ومع ما جاءت به الفلسفة وأمر به الدين من وجوبه وأسناد النجاح اليه . ولن يصل المرء الى اجتياز هذه العقبة الا بعد ان يكون من وسط تعود حب العمل زمانا طويلا وذلك يقتضى أن الابوين لا يريان من واجبهما بالنظر الى أبنائهما الاتربيتهم تربية صحيحة . وان الابناء يرون ان لا ملجأ لهم في الحياة لا أنفسهم . وان الزوجة انما يقصد بها الرفيق لا المال الكثير . وان الحكومة لا تأخذ من السلطة الا ما احتاجت اليه . ولا تتوسع في الوظائف
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/342
المظهر