انتقل إلى المحتوى

صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٦
مقدمة المترجم

نحن لا نعدم نفرا منهم ولكنهم قليلون بدليل انه لو كان عندنا منهم عدد يكفينا لما وجد الاجنبي بيننا على هذه الكثرة التي نشاهدها لانه ما كان يجد عندنا ذلك المرتزق الفسيح

ضعاف في العزيمة فلا يبدأ الواحد منا في عمل الا وقد أدركه الملل واحاط به الفشل فترك عمله وتقهقر فرحا بسلامته واذا قام أحد منا بمشروع يقتضى المعونة لبيت دعوته من كل مكان حتى اذا آن أوان الشروع في العمل هرب كل واحد من ناحية وأصبح صاحبه يندب الوقت الذي قد اضاعه فيه بل ربما وجد في نفسه ارتياحا أيضا لانه كان قد عرضها لأمر يجر" اليه ضرا بل ان تلبية النداء أصبحت معدومة لكثرة ما كان من الفشل والخذلان فماتت بذلك روح الطلب واستولى الخمول على كل الطبقات وانفرد أولو العزعة ممثل هذه المشروعات

ضعاف في الالفة والمودة فكل يوم ترى الاصحاب أعداء والاصدقاء متنافرين وأهل العلم متباغضين متحاسدين

ضعاف في النخوة والشعور الملى والجامعة القومية فالعظيم منا بهان والكبير نتابه الزمان وأمثاله ينظرون اليه فرحين بمصيبته مستبشر بن منكبته أو آسفين من بعيد بحيث لا يسمع لهم صوت لمعونته والاصاغر يشمتون جهلا أو انتقاما وما درى العظاء ان ذل الواحد منهم ذل لهم أجمعين ولا حسبت الطبقات النازلة ان زوال الطبقات المالية من الامـة بمثابة زوال الروح من الجسم لانها سياج الاخلاق ومرجع صيانة العادات ومشخص الامة في حياتها وشعورها ولاحياة لقوم لا يشعرون