سر تقدم الانكليز السكسونيين ۳۳۱ كتاب موسيو « جون لوبوك » وانتشاره ذلك الانتشار الغريب مما لا ندرك له نحن سببا فان أدلته ضعيفة لا تؤدى بذاتها الى اقناع واحد من قرائه بالرضى بما نال من رزقه الا اذا كانت نفسه متشبعة بذاك الارتياح والاطمئنان وتجلت له الحياة بمظاهر الفرح والابتهاج مما يبعد عنا تصوره وبالجملة فانه كتاب الفه انكليزي لقوم من الانكليز . وكأنى بمترجم هذا الكتاب الى لغتنا وقد أحسن بهذه الحقيقة حيث قال ، لقد شرح هذا الكتاب أجمل صفات الانكليز العقلية فهو انكليزى بما أودع فيه من الاستبشار وحسن الحظ بالمال وكمال الرضاء والارتياح) وهو استنباط صحيح لان المؤلف يلقب انكلتره بانكلتره المبتهجة ويقول ( اذا اردت ان تعرف الحزن الصحيح فول وجهك قبل المشرق اذ ليس شيئاً أشد حزنا من شعر ر الخيام أو شعر ديواس (١) قالا عمر ( الزمن الذي يقضيه المرء فى هذه الحياة الدنيا قصير وهو لا ينال منها غير حزن وآلام ولا يدرك من حقائق الاشياء الا اليسير وقد اصبحت مسائل الحياة بغير حل ولات حين النظر فيها فقدا نقضى الاجل ووجب الرحيل) ( الحياة اشبه برياح ضلت وجهتها ونحن اشبه بصوت بتلك الريح نطلب الراحة فلا نلاقى الا ما يوجب التحسر والانتحاب وانهمال العبرات ولا تلاقى الا عواصف تهددنا وحربا نقتتل فيها ) ثم اتفق رأى المؤلف ورأينا فقال ( واذا صح هذا وكانت الحياة ( 1 ) قد بحثنا عن هذين الاسمين فلم نقف على ثانيهما ولم نعثر لا ولهما على منظوم بهذا المعنى ولذلك سقنا الترجمة نثراً
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/339
المظهر