سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٢٥ و على كل فان ظهور ذلك المذهب يدل دلالة قاطعة على ان أهله لا يجدون سعادتهم في هذه الدار كما خلقت والرابع مذهب التطير وهو الفكر الذي استولى على طبقات المتنورين في الامم الغربية وأريد به تلك المذاهب الفلسفية أو التي تنتسب الى الفلسفة التي سادت بين الامم الالمانية والسلتية وبنوا عليها نظرهم في هذه الحياة الدنيا . نعم لا أنكر ان اليونانيين والتليان يتوسمون الخير في الحياة اكثر من غيرهم ولكن السبب فى هذا عند الامتين المذكورتين سكناهم بلادا تكثر فيها النباتات والاعشاب فيسهل عليهم زرعها زرعا بسيط وذلك مما يؤيد القاعدة التي ذكرناها وقد يعيش المدد الكثير منهم من جنى الثمار ولا يعملون الا قليلا . والشحاذون فى مدينة نابل هم أعظم مثال لتلك الامم لذلك تتصل الامم التي تسكن جوانب البحر الابيض المتوسط بالامم التي ترى سعادتها العظمي في سهولة معيشتها ويتبين مما تقدم ان مسئلة السعادة مفصلة في الحالة الثالثة غير انها هي الحالة التي ينجح السعى فيها وراءها فقد رأينا الانسان يبحث عن سعادته في راحته أو فى انه لا يشتغل الا القليل ما استطاع وهو في حالة الراحة بجد السعادة الا انها عفنة ضئيلة وهو في الثانية لا يجدها أبداً لكنه في الحالة الثالثة يطلبها بجده الذاتى وعمله الخاص فلا يهرب من سب ولا يجزع لعمل شاق بل يقدم على المتاعب ثابت الجأش ويقدرها كما ينبغى ثم يجتازها بعزم واقدام ويخال فى أول الامر ان طلب السعادة من الكد والعناء أمر يشبه
