سر تقدم الانكليز السكسونيين ۳۲۱ كل الشرف فى وظائف الحكومة حيث لا جهد ولا عناء ولا همة ولا اقدام فيعيش كلا على بيت المال زنبور ذلك الرجل متوسط الحال أو الاجير الذى لارى فرجا من مصاعب الحياة في الزمن الحاضر غير الالتجاء الى الهيئة كالبلدية أو الحكومة ليطلب المعونة منها ويعيش أيضا من بيت المال ثم زنبور ذلك الذي اتخذ السياسة مهنة واستخدم سذاجة قومه فتحبب اليهم بوعدهم ما يشتهون حتى يعيش على نفقة أولئك القوم الذين يخدعهم ويلحق بهم الفقر والدمار و اذا بلغ الحال في امة هذه الدرجة انتفى العجب من ظهور الاشتراكيين فيها وسرعة انتشارهم بين طبقاتها اذ في مذهبهم وعد للناس بهيئة اجتماعية جديدة يكون الكل فيها من الزنابير . لكن لسوء حظ المبشرين بهذا النعيم لا وجود للزنابير الا اذا وجد النحل ولا سبيل للاكثار من الاولى الا اذا ضوعف عمل الثانية وهذه ضرورة يؤسف لوجودها ولولاها لحلا بالطبع لكل انسان أن يعيش من مال الجميع و رب معترض يقول اجل ان حالة الزنابير مما ترتاح له النفوس والهم كل الهم فى صيرورة الانسان زنبورا فمن نال ذلك كان سعيدا وعليه فلتحي الزنابير . غير أن الامة التى يكون هذا حالها لا تساعد على تحصيل السعادة كثيراً لان من المعضلات أن يحصل الانسان سعادته باقل عمل ممكن في امة لاقوام لها الا باكثر عمل ممكن . وطالب هذا شبيه بالرجل الذي يطلب حاجته من وراء نهر جار فهو مضطر الى مقاومة الماء على الدوام -11-
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/329
المظهر