الأدبية وطلب الكمال . ونحن لا نعرف حتى اليوم من أصولهـا غير شق الأرض بقطعة • حديد مركبة في كتلة من الخشب بحرها ثوران ورمي البذور كما كان يرميها آباؤنا ثم انتظار الربح بعد ذلك من وراء الـكسـل والانكماش . وأهل الارض يستحدثون لاصلاح الاراضي كل يوم جديداً ويخترعون من الآلات ماتتضاعف به الهمم وتشتد به الايدى ويؤلفون الشركات للقيام بما يعجز عنه الافراد من جلب المياه وتصريفها وجمع الحاصلات وبيعها وغير ذلك مما جعلهم يشتغلون الصخر ويستنبتون الجبال . والزراعة عندنا حليفة الانحطاط فالفلاح هو ذلك المسكين الذي اقتفى أثر أبيه القديم في عمله ولم يجدد بعده طريقة ولا صنفا فاكتسى أردأ الملابس وتغذى بأخس المأكولات وقضى حياته في أدنى المساكن . وهو الجهالة المحقر المرذول فلا نزال نقول عن أنفسنا اذا أردنا ان نبالغ في ذم أحدنا بالجهل انه « فلاح »
ضعاف في الصناعة لاننا أهملناها وجهلنا طرائقها فأصبحنا وليس منـا الا الفعلة والحمالون ومنفذوا ارادة الاجنى . نشقى ليسعد ونموت ليحيى هذه المعامل الفسيحة والمصانع العظيمة التي أقيمت بين بيوتنا كلها للاجنبى واذا زرتها وجدتها تنقسم الى أقسام مختلفة بحسب طبيعة العمل المطلوب وفى كل قسم رئيس من الافرنج والكل بعد ذلك مصريون . هذه المبانى الشاهقة والقصور الشامخة شيدت كلها بيد المصريين لكنهم كانوا في تشييدها من الاجرآء يعملون بمشيئة الأجنبي ولفائدة الأجنبي
أدخل بيت عظيم من عظمائنا أو بيت شيخ من علمائنا أو بيت راهب من