۲۰۸ الاختلاف في ادراك معنى التكافل بتحصيل حاجاتهم بانفسهم ويربيهم على طلب المعونة دائما من أمتهم لا يساعد الضعفاء على النهوض من خمولهم كما انه يضعف من هم أولى العزم بما يقلل من نتائج عملهم كما يقول علماء الاقتصاد ويلحق بهم الفقر فتقل قدرتهم على مساعدة الغير وان رغبوا فيها ما استطاعوا . ونقص الثروة في يدكل فرد يؤدى الى نقصها في يد الامة بتمامها وحينئذ يعدم البائس الضعيف سبيل المعونة من الافراد ومن الحكومة سواء . ولن تقوم الامة بمساعدة الضعفاء . ومواساة الفقراء والبائسين الا اذا توفر المال لدى الكثير من افرادها حتى يسهل عليهم تخصيص ما زاد على حاجاتهم الى الخيرات . والذي يساعد على انماء ثروة الافراد هو الذى يساعد على انماء روح المعونة وفعل الخيرات الخصوصية والعمومية . واذا قابلت بين ما ينفقه الانكليز والامريكان كل عام في هذا السبيل وبين ما ننفقه نحن مثلا في فرنسا مما يقل سنة عن سنة وجدت الفرق عظيما وارتاح ضميرك من هذه الجهة تلخص من هذا ان رجلنا الاجتماعى يمتاز على رجل مذهب التكافل بقدرته على مساعدة الضعفاء وبكونه يسهل لهم أيضا سبيل التقدم والارتقاء وهو الذي يسير بالانسانية الى طريق حل مشكلاتها وعلى الخصوص الى حل ما يسمى « مسئلة الفعلة والصناع » فهو الذي يخطو نحو فض الاشكال بمحو حالة الفعلة الحاضرة من الوجود وذلك هو مستقبل الدنيا ربما عد هذا من قبيل السفسطة لتعودنا الحكم على المستقبل بالماضي ولكونه يصعب على الفكر طبعا أن ينسى الاوضاع التي اعتادها وان اخذت في الانزواء والزوال وأن يلتفت الى الاوضاع الجديدة التي تظهر في
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/316
المظهر