سر تقدم الانكليز السكسونيين ۲۸۷ لا تصلح ان تكون أساً يقوم به نظام الهيئة الاجتماعية . واليوم لا حياة للتجارة الا بالتنافس فيها وان عمدت بعض الامم الى تخفيفها أو تحديدها بجبي الخراج على المتاجر فى مرافئ بلادها بل نشاهد ان العقبات آخذة في الزوال بين الامم وان التجارة تتخلص كل يوم من قيودها وتسير مسرعة نحو الاطلاق بلا قيد ولا حرج. وحينئذ لا يمكن الاعتماد على هذه الوطنية ومن فستلحق بسابقتها لتصير معها من زخارف تاريخ الاعصر الخالية الاسف انه لا يسعنا ذكر الثالثة كما ذكرنا الاولتين فان روح الوطنية السياسية لم يمت حتى الآن غير ان المرض قد اشتد بها أكثر مما يتخيله الناس وبدت عليها أمارات الفناء المحتم ولم يعد في الامكان استبقاء تلك الوطنية زمنا الاباستعمال الوسائل الوقتية واستخدام أسباب الغلو فيها الى حد التعسف والتغطرس مما جعلها تزداد وقراً على الامة حتى صارت عباً ثقيلا . ومن المظنون ان الدائرة تدور على فرنسا أو المانيتا مثلا اذا سبقت احداهما الاخرى خرت قتيلة تحت أثقال هذا السلام الذى صار أصعب احتمالا من القتال . غيران الظافر في ذلك الحين لا يفضل المغلوب الا قليلا والنصر كل النصر للامم التي وطدت أركان نظامها على دعائم الوطنية الرابعة أو الوطنية الشخصية فهي التي تلوح على وجهها جميع بشائر الموجودات النامية التى استقر لها الامر وأمست آمنة على مستقبل الايام أولا لانها طبيعية فلا تحتاج لمنبه من الخارج دائما ولكنها آتية من حالة اجتماع شأنها ان تربى فى المرء بحكم الضرورة حاجة الاستقلال والبعد عن كل قيد تريده الدولة ولا منفعة له فيه . ثم هو لا يحتاج في المحافظة
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/295
المظهر