٢٨٤ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين وثانيا استقلال المستعمرات بالنظر الى العاصمة الكبرى فكل مستعمرة لا يلزمها الا ان تكون تابعة لها ثم هي بعد ذلك مطلقة تحكم نفسها بنفسها كمتبوعها ولا تحسب أن حب الوطن يحملها على تسليم نفسها اليه يسيرها كما يريد . ثم أن هذه التابعية وقتية لا تدوم الا بقدر ما يتربى التابع وان دامت فلز من قريب لان المستعمرات الانكليزية تميل الى الهجرة مثلها كمثل شبان الانكليز . هكذا انفصلت الولايات المتحدة عن الامة البريطانية وهكذا تبدو الآن علائم الانفصال في أوستراليا وزيلاندا الجديدة وكندا ورأس الرجا . قال أحد السواح الانكليز وهو موسيو ( مكس أوريل ) ( يفتخر سكان المستعمرات في هذه الأيام بأن يطلق عليهم اسم الاستراليين و ( الكنديين ) والافريقيين وينمو فيهم روح الملة كل يوم والانكايزى هو الذي يغذى ذلك الاحساس فيهم اذ كل انكليزى يقيم بضع سنين في مستعمرة لا يبقى انكليزيا بل يصير أوستراليا أو كنديا أو افريقيا ويحلف وطنه الجديد وهم لا يقبلون من العاصمة الكبرى أن ترسل عليهم ولاة ذلك يشترطون عليهم أن لا يشتغلوا بالسياسة أكثر مما الا تأدبا منهم ومع تشتغل بها الملكة ورجال البيت الملوكى وثالثا عدم الالتفات مطلقا الى الجندية وقلة الاهتمام بشأنها قال ( أدوار د ريكلوس ) فى كتابه ( تخطيط البلدان الجديد ) ( أن انجلتره هي أقل الدول في الجيوش الدائمية مع أنها تحكم على اسم أكثر مما تحكم جميع دول أوروبا بأربعة الاضعاف فلا يزيد جيشها النظامي على مائة ألف جندى ) وهو سدس الجيش الفرنساوى والالمانى والروسى أعنى بلاد الوطنية الثالثة
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/292
المظهر