سر تقدم الانكليز السكسونيين ٢٦٥ مبانی مجدهم بل هي جمعيات متعددة مستقلة عن بعضها أو لا يربطها الا رباط صغير . ويشعر الانسان اذا فكر فى نظام تلك الشركات أنها وجدت في أمة تميل الى الاستقلال والاطلاق لا في أمة تعشق التقييد والاستبداد والتاريخ شاهد على ما نقول فقد نشر موسيو « كاستلو » رسالة في « جريدة الاقتصاديين » الصادرة في ديسمبر سنة ١٨٩١ لخص فيها كتاب موسيو « هويل كاتب سر مؤتمرات هذه الشركات الذي سماه « النزاع بين العمل ورأس المال » ومما جاء فيها « لقد جاءت شركات تراد سينيون للصناع الانكليز مدرسة تهذيب وأخلاق وعونا على الترقى ولا تزال حافظة لاستقلالها النوعى وبعبارة أخرى لم تخرج عن تقاليد النشأة الاستقلالية ـ يلاحظ ان الكلمة بذاتها وردت فى الرسالة - التي قامت حجابا بينها وبين انضمامها الى جمعية واحدة تدخل تحتها جميع الهمم الذاتية ومكاسب المشتركين كلها نخابت بذلك كل المساعي التي بذلت في هذا السبيل ) وقد بلغ أعضاء تلك الشركات فى انكلترا وحدها مليونا ونصفاً وبلغ دخلها مليونين من الجنيهات الانكليزية أعنى خمسين مليونا من الفرنكات وعندها بلغ احتياطى مثل ذلك بالتمام . تلك هي قوة العمال الهائلة التي أوجدها الاقدام الذاتي فلتأت لنا المانيا بمثل هذا ولا تنقص قوة العمال فى الولايات المتحدة عن ذلك كما بيناه عنــد الكلام على رفضهم الدخول في مذهب الاشتراكيين ومما يجب الالتفات اليه ان تلك القوة العظيمة لم تكن قائمة في وجــه الهيئة ذات رأس المال » كما يقول الاشتراكيون مغضبين بل الغرض الوحيد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/273
المظهر