سر تقدم الانكليز السكسونيين بنفعها وأصبحوا نوابا محنكين . والحقيقة ان خدمة الحكومة لاتربى الا أشد الرجال العموميين بغضا عند الناس لانها تقتل في الرجل همته الذاتية والاستقلال و تميت شعوره بتبعة مايجرى على يديه من الاعمال وهي الصفات التي لا بد منها فيمن تعرض لسياسة الامـة ، فان كان الموظفون الحزب القابض على أزمة الاحكام رأيتهم تبعا للحكومة قد أهدوها استقلالهم بما يرجون من حفظ مركز أونوال وظيفة عندها . وان كانوامن خصومه فهم أعداؤه لانهم خصومه يحاولون سقوطه لكي يسقط فهم نورويون طبعا بمحض انهم خصما . ضع نفسك بينهم تجدهم بين أمرين اما الموت أو الحياة لان الخدمة لم تؤهلهم الى كسب عيشهم بأنفسهم فاصبحوا ولا عيشة لهم الا في مخادع الوظائف العمومية . أذن لا عجب أن يحولوا وجهتهم الى قبلة واحدة ألا وهى خراب بصرة أي قلب حكومة الاخصام لهذا يجب أن يكون في مجلس النواب أغلبية من أصحاب المنافع الحقيقة في البلاد حتى تضم الموظفين وتحيطهم بدائرة لا يظهر معها ضررهم . يجب أن تتألف تلك الاغلبية من أهـل الحرف الثلاث التي وضعناها في أصل الشكل الذي قدمناه وهي الزراعة والصناعة والتجارة وقد رأينا أن عدد نوابها قليل وأنهم ليسوا من الاخيار . هذا هو عيب نظام حكومتنا ولذلك فالموازنة مفقودة في مجالسنا تدوم دوام اليقطين لان الاغلبية مؤلفة من الموظفين وأهل الحرف الادبية فقد بلغ عددهم ثلثمائة وخمسة وستين في مقابل مائة وخمسة وثلاثين نائبا عن
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/239
المظهر