٢١٤ اهل السياسة في فرنسا وفي انكلترا الحياة مباشرة بل لكونها أيضاً من جميع الحرف وأثبتها قدما وثباتها من ثبات الارض التى هى محلها ولا يعتريها التغير الفجائى الكلى كما يعترى الصناعة والتجارة فالزراعة مستقرة الى حد انها صارت طبيعية في الأمم لذلك قيل في الزراع هكذا وجدنا آباءنا واستقرارها يجعلها الأس المتين في الأمة لانها تجذب قسما منها وتجعله ملتصقاً بالبلاد متمسكا بتقاليدها وقلما بجد النظام والدوام عند غير الزراعين . وقد تبين ان هذا العنصر الذي به حياة الامة لا يوجد فى مقدمة النيابة الملية عندنا على نسبة ماله من الاجتماعية فما عدد الزراع في مجلس النواب الا اثنان وسبعون وهو قليل جداً بجانب المائتين والسبعين من أهل الحرف الادبية وهذا العدد على قلته يجب تنقيصه اذا لوحظ اننى أدخلت فيه أصحاب الاراضى الذين لا يحترفون بحرفة ما وليسوا كلهم مشتغلين بالزراعة أو مهتمين لها بأكثر من مداليد لتناول الايراد أو الصياح من سوء الحال والكساد و من الاهمية أولئك النواب اثنان وعشرون لا يصدق عليهم من الزراعة الا تسميتهم بالزراع لانهم يسكنون فى باريس طول السنة ولا يقيمون في الريف الايسيرا ويرتبكون في جواب من يسألهم عن حركة الزراعة وأحسن الطرق فيها ومقدار ما ينتجه ( الهكتار ) والفرق بين منفعة السماد المعتاد والسماد الكيماوى وطريقة صنعه وهكذا . ولهذا رأيت من الواجب تمييزهم بعلامة مخصوصة حتى يكون التقسيم مطابقا للواقع فدللت على نسبتهم بخط من النقط اذن لا يوجد في مجلس النواب من أهل الزراعة الحقيقيين الاخمسون
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/222
المظهر