سر تقدم الانكليز السكسونيين واحداً وان الخلف ناشئ على الخصوص من جهة تكوين الاحزاب وعدد S ۲۰۷ رجال كل واحد منها ( هذا ماظهر ولكن بقى ما استتر ) كما يقول ( باستيا ) وما استتر هو الذي يهمنا كشف القناع من ان الذي احتجب عن الابصار لأنه ليس مما يدرك بالاعين عادة هو طبقات الهيئة الاجتماعية التي ينتخب منها النائبون عن الامم ونسبة عدد المنتخبين من كل طبقة وطائفة الى الآخرين . ولاشك في أن هذا البحث يؤدى الى معلومات مهمة في موضوعنا فمن البديهي أن صناعة الرجل التي احترف بها تأثيراً في افكاره وقابليته لهذا العمل دون ذاك وفي كيفية نظره في الامور والاحوال . ولكل طبقة من الزراع والتجار وأهـل الصناعة والاطباء والمحامين والجند والموظفين نشأة خاصة بها وكلهم لايرون الشيء الواحد من الجهة الواحدة وكلهم لا ينوبون عن المنافع بعينها . ثم أن تلك المنافع ليست متساوية من حيث ضرورتها في الامة بل بعضها أهم من البعض وعلى كل حال فانها ليست معتبرة بدرجة واحدة عند الناس وقد تختلف بل ربما تعارضت نتج من هذا أن عناصر النيابة المالية تتغير تغيراً عظيما تبعا لحالة الامة وباعتبار أن أهل هذه الطائفة أهم من أهل تلك وارفع قدراً اوأشد بأسا . وينتج من ذلك أيضا أن المجالس النيابية لا تبقى على حال واحد في أعمالها و نظرها في مصالح الامة بل تتغير نزعاتها وتختلف آراؤها تبعا لرأي الفريق الذي يسود على البقية من أعضائها
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/215
المظهر