المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز ما يلتفت اليه ولمجاورة صاحبنا لاؤلئك القوم وتفرغه الناشيء عن الاقامة في الريف سهل الاجتماع بينه وبينهم وبدأ الاختلاط اذ جاءوه يطلبون منه دواء لابنائهم أو لبعض المرضى فتمكنت زوجته بذلك من الدخول في تلك المساكن حيث قوبلت بالشكر والامتنان وعادت مقشعرة من تماسة ماهم فيه وعلى الخصوص من اهمال الاطفال وعدم الاعتناء الكلى بما احتاجوا الاوليات كالنظافة ومراعاة الصحة وكان من أول احتفائها بهم ان وزعت عليهم الملابس على شرط الاعتناء بها وان ينظف الاطفال وتمشط شعورهم في كل يوم . ثم جعلت لهم في ازمان معلومة طعاماً خفيفاً وقت العصر يجتمع حوله أبناء العملة كلهم واشترطت أن لا يحضره الا من حسنت هيئته وبذلك ازداد الاجتماع بين الفريقين وتم تنفيذ هذا القسم من مشروع صاحبنا على ما ينبغي وكانت هذه اول خطوة نحو الغرض المقصود. ولم تكن حالة ماحول المساكن باحسن مما شرحناه عنها فاذا أمطرت السماء رذاذا اخترقت المياه الطريق فصار وحلا وهو مرمى الاقذار على الدوام وأوكد أنه كان يحتوى على كل صنف من أوساخ أخس الآدميين . ولم يمض شهر الا وقد أصلح الطريق وفرش بالحجارة وارتفع عن مستوى الارض واتخذ على جانبيه قناتان لتصريف المياه وزرع صاحبنا في مدخله أمام المساكن صنفاً من الاشجار النضرة ذات الازهار فكانت تلك الاشجار اشبه بدرس في الاشياء لدلالته على أنه يجب الاعتناء أيضا بماحول المساكن كالاعتناء بها ودلالته أشـد فعلا في النفوس من القاء النصح والارشاد . ويظهر أن أولئك المساكين ادركوا هذه الحاجة فتعهد كثيرون منهم بسقيا اليه من
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/210
المظهر