المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز عندنا الا انه ليس من المستحيل أن يستعاض عنه بمعرفة حقائق الاحوال كما ينبغى . فالمعارف توصلنا الى أن نعمل بغير اختلاط مانفعله بلا تأمل بل لمجرد الاحتكاك نخبة العملة الا يقوسيين أو الارلنديين في انكلترا وما تفعله كذلك نخبة المهاجرين من أوروبا القديمة الى الولايات المتحدة بامريكا على الطبقات الوسطى منا أن تبدأ بهذا الترقى بنفسها لنفسها فهي الان تجهد نفسها كثيراً وتنفق المال الجزيل لتعيش خارج البيت ولتكثر من علاقاتها مع المتظرفين والاصحاب العاديين وتكره الاقامة في الارياف كرهاً شديداً لان العلاقات والمعيشة الخارجة عن البيت هناك أصعب وتعتنى في بيتها بفرش القسم المخصص للاستقبال بالاثاث الفاخر والزخارف وتعد من الفضلات تنظيم القسم المخصص لمعيشة العائلة نفسها وتوفير موجبات الراحة فيه . وهي بذلك تجعل البيت ثقيلا عليها وعلى أبنائها فلا تخصص لهم غرفة يشعرون باجتماعهم فيها انهم في بيتهم حقيقة ويتعلمون من صغرهم طرفا من الاستقلال . ألا ان الاطفال هم ضحايا البيوت في فرنسا . والواقع ان بيوتنا أعـدت للأجانب لا لأنفسنا وهذا هو الذي يجب تغييره ليرجع المرء الى المعيشة الخصوصية فيقيم فيها كمن يحتل حصنا منيعا ويجعلها بحيث تميل اليها النفس ميلا كليا ففي الحياة الشخصية قوة عظيمة لكنها مجهولة ولا سبيل إلى الارتقاء لقوم لا يعرفون حقيقة ما ذكر لكن اذا تيسر لطبقتنا الوسطى أن تخطو هذه الخطوة وذلك ممكن اذا أرادت وليس على كل واحد من افرادها الا أن يقدم على العمل لنفسه فالامر متعذر على طبقة العملة لاستحالة أنها تعمل بنور العلم وحده ولان
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/208
المظهر