المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز الناس اهملوها ومن جهة ثانية أرى الاحصائيات تدل على ان عدد مسافری الدرجة الاولى في تلك البلاد أقل من مثله في أوروبا وبينما أنا أكتب هذه ۱۹۸ السطور علمت ان احدى شركات السكك الحديدية الانكليزية عرضت الغاء الدرجة الاولى وان اللجنة التي تشكلت للنظر في طلبها وافقت عليـه محتجة بقلة عدد مسافر بها واستدلوا على رأيهم بان الدوق «كامبرلان » صهر الملكة يسافر دائما في الدرجة الثالثة ولا يجوز أن يكون السبب في ذلك محبة الاقتصاد اذ المعروف عن الانكليز والامريكانيين أنهم يتوسعون في عيشتهم . وعلى العكس من ذلك نجد عدد السواح من الفرنساويين في الدرجة الاولى كبيرا مع ان ثروتهم أقل وميلهم الى الاقتصاد أشد اذن أن نبحث عن علة أخرى ولا أراها الاكيفية معيشة الطبقة الاخيرة من أمة الانكليز السكسونيين وهيئتهم وزيهم . فنحن نتأفف من السفر مع رجل ذي هيئة رثة وعوائد منحطة خشنة ولكن هذا التأفف ضعيف عند الانكليز السكسونيين لارتقاء الطبقة السفلى بينهم ارتقاء محسوساً ومن أقطع الادلة على ذلك ان شركات السكك الحديدية وصلت في تحسين ادارة أحوالها الى ايجاد تذاكر مشتركة للقاصدين انكلترا تبيح للمسافر أن يركب الدرجة الثانية مادام سائراً في البلاد الفرنساوية فاذا بدأ السير في البلاد الانكليزية انتقل الى الدرجة الثالثة . وليلاحظ ان الانكليز باستعمالهم الدرجة الثالثة لم ينسوا موجبات راحتهم ومن أجل ذلك قد جعلت الشركات التي تلاحظ رغبات الناس عربات الدرجة الثالثة أكمل نظاما وأتم ترتيبا من عربات الدرجة الثانية عندنا وربما ضارعت در جتنا الاولى زخرفا وحسنا في بعض
