سر تقدم الانكليز السكسونيين هی أو المدينة . وهذه المساكن منثورة في جميع جهات الارياف الانكليزية ثم كثر متقارية في ضواحي المدن الكبيرة لان الانكليزي المدني يميل كثيرا الى السكنى خارج الاسوار وهي المثال الغالب في داخل المدينة نفسها لانها توافق ما يطلبه ذلك الجنس في البيت الذي يأوى اليه وهذا هو السبب في عظم المدن الانكليزية بالنظر الى عدد سكانها وبخلاف ذلك تجد المسكن الغالب عند أمة الاتكال هو البيت العظيم ذو الغرف الفسيحة فليست هي مساكن اتخذ كل واحد منها لتأوى اليه عائلة على انفرادها بل دار كبيرة تسكنها عائلات عدة تقيم مع بعضها في عيشة واحدة . هكذا المساكن في ايتاليا و يوجد في مدنا الريفية كثير من تلك الدور الفسيحة التي أصبحت فيها العائلات بعد نقص عددها كالتائهة في الزوائها وتلك هي القصور الفخيمة المشيدة في الارياف وكم من عائلات أدركها الفقر لكثرة انفاقها في حفظ تلك المبانى اللهم الا التي فطنت الى الاقتصار منها على ناحية تقيم فيها وتترك الباقى . ومن مقارنة هذه الدور العظيمة والقصور الشامخة تلك المنازل الانكليزية السكسونية تتبين لك احدى جهات الفرق العظيم بين النشأتين الثاني ان العائلات الاستقلالية تنتقل من مسكن الى مسكن بسهولة أكثر من العائلات الاتكالية . قلت ان أهل الاتكال أشد التصاقا بالمساكن الوراثية من غيرها فهي أبقى في المسكن الواحد لاستمدادها منه قسما كبيراً من قوتها بل ربما كان جل اعتمادها على ذلك البناء المادي أما الاستقلالي فلا شيء أسهل عليه من الانتقال ومتى سنحت له الفرصة أسرع ۱۸۷
