سر تقدم الانكليز السكسونيين التي استقرت منذ القدم حيث تقيم . أولئك قوم لا يقتنون صندوقاً ( دولابا ) لطيفا يملأ ونه بأنواع الملابس الا للمفاخرة وبيان أنهم في هنـاء أمام مجاوريهم والاجانب عن بلدهم . هذا هو شغلهم الشاغل لاتحسين مسكنهم وتنظيم اقامتهم فيه والخلاصة أن الرجل الاتكالى يعيش خارج اكثر مما يعيش فيه ويحبه للتظاهر لا لنفسه . ويكثر هذا الميل في العائلات المتوسطة التي تسكن المدن العظيمة وان كان روح الاستقرار في البيوت لم يعد له اثر فيها . وبيوت باريس الا ماشذ كلها على نسق واحد كبيرة كثيرة الطبقات متعددة المساكن كالقصور العاليات اذا رايتها من الخارج تتركب من خمس طبقات أو ست وواجهتها فسيحة ذات سبع نوافذ أو ثمان حسبت العائلات التي تسكنها عرفت كيف تتنعم بيتها وانها بذلت النفيس حبا في المعيشة الداخلية معيشة العائلة . فاذا دخلت اليها والدخول مباح لكل وارد وجدت المساكن متعددة وكل عائلة تسكن طبقة منها وقد تأوى الطبقة الواحدة عائلات رضخ بعضها على بعض . ثم اذا دخلت احد المساكن رأيت أولا قاعة الاستقبال وغرفة الطعام مزينتين زينة حسنة فسيحتين بالنسبة الي البقية ومطلتين على الطريق اما بقية الغرف ففى الجهة الخلفية وهي ضيقة جدا تطل على حوش كأنه في الغالب بئر لضيقه قليلة الضوء ولا يدخلها الهواء وتلك الغرف هي مقر العائلة ومخادع السكان . أما الغرف الامامية فانها اتخذت المزهر والتباهى لا يدخلها الا الاجانب لانها انما اعـدت « للاستقبال » وعدم ا الاعتناء بالبيت عند أهل هذه النشأة عام بين الاواسط وأهل الارياف والاجراء – ٢٤ - ، ١٨٥
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/193
المظهر