سر تقدم الا نكايز السكسونيين
الراحة والنظافة
ولعل القراء يحسبون ان الزارع الانكليزي الذي زرته يعد استثناء كذلك كان ظني بادئ الأمر ولكني اعتقدت العكس لما دخلت بيوت الفعلة الذين يعملون في أرضه . ولا حاجة بي أن أشرح كيف يعيش الفعلة عندنا فالواحد منهم أما أن ينام في الجرن على القش أو الحشيش أوفي الحوش على أردأ سرير أو أن له أودة حقيرة يأوي اليها . ولما أذن لي صاحب العزبة زيارة مساكن عماله رأيت على بعد مائة متر من منزله خمسة بيوت أو ستة تمتد على الطريق وهي ذات مناظر تعجب النواظر تقدم كل بيت منها بستان صغير كله أزهار وله طرق في غاية الانتظام ومن الخلف بستان آخر تزرع فيه أنواع الخضر . وعند وصولنا الى تلك المنازل رأينا فتاة عليها سيماء الاواسط من الناس جالسة أمام أحدها و امامها رضيع عليه الملابس البيضاء المتقنة في عربة لطيفة في حالة جيدة ذات أربع عجلات من النوع الذي يقال له انكليزي وهو رفيع الثمن كما هو معلوم وكان معي حضرة زميلي في مجلة العلم الاجتماعي موسيو (يوانسار)، فسأل صاحبنا ان كانت تلك السيدة من نساء المدينة أقبلت تتريض في هذا المكان فأجابنا والعجب يأخذ منا كل مأخذ كما لا يخفى أنها زوجة ذلك الشغال الذي يسكن البيت الواقفون نحن أمامه ثم سألها سيد المكان ان كانت تسمح لنا بزيارة بيتها فأجابت بالارتياح وأدخلتنا فوجدنا أمام البيت ممسحة للارجل وفي الدهليز بساطاً من الحبال لهذا الغرض، بعينه و وجود الدهليز في المنازل من موجبات نظافتها وراحة سكانها فلا يدخل الانسان في الغرف من الخلاء مباشرة ثم الدهليز