10. التربية الفرنساوية مضرة بثروة الامة للأسباب التي قدمناها وهى الحط من قدره على أنه يجهل سبيلها بالمرة . وعليه فلم يبق لاستغلال ذلك المال الاشراء الاوراق المالية فهو الباب الوحيد الذى يمكن الدخول منه واليه يميل كل ذى مال لا يريد أن يشتغل لاستغلاله وانغمائه أو غير قادر على ذلك . وهناك سبب آخر في كثرة النقود المتوفرة لدى العائلات الفرنساوية وهو قلة الابناء كما قلنا فالمال الذي تنفقه الامم الاخرى في تربية أبنائها الكثيرين يقتصده الفرنساويون ويبقى هكذا تحت طلب الشركات المالية فاصرارهم على تقليل النسل يوجب ضعف قوتهم الاجتماعية في المستقبل ولكنه يدعو الى زيادة الاموال حالا في خزائنهم ولاشك في انه لو حصل هبوط في أسعار تلك الاوراق المالية التي جمعت أموال الكثير من الفرنساويين كلها لكانت مصيبة كبرى ولخسروا خسارة لاعوض لها وليس هذا حال الامم الانكليزية السكسونية فلا يزال كبراؤها وعامتها مشتغلين بالزراعة وللوردات الانكليز املاك واسعة يسكنون بينها وهم يدبرونها بانفسهم ومن عمد الى الاستعانة بالغير في استغلال أراضيه فانه يحفظ على الدوام قسما يباشره بنفسه ومن أجل ذلك تراهم واقفين على أحوال الزراعة ومهتمين بشؤونها و مستعد بن لاستعمال أموالهم فيها . ولا يكاد الفرنساوى يقدر المال الذى نفقه أحد أغنياء الانكليز في تحسين طرقها والتفنن في أساليبها ( راجع كتاب تدبير الزراعة عند الانكليز لموسيولا فارج » واستعمال الاموال فى الزراعة هو أكبر باعث على اعتبار ذوى الحيثيات في تلك البلاد راجع مذكرات على انكلترا الموسيو تاين ، ومن الانكليز
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/158
المظهر