١٤٠ التربية الفرنساوية تقلل المواليد ورأى كل واحد من الطالبين أنه لابد له من الانهماك على الدروس فاضطرت المدارس الى تكليف التلامذة فوق طاقتهم والخلاصة ان جميع الاسباب التي دل عليها الاقتصاديون راجعة الى سبب واحد أولى وهو حالة المائلة التي وجدت بحكم طبيعة الاجتماع الفرنساوى بقى علينا ان نعرف ان كانت قلة النسل في فرنسا مفيدة أو مضرة أما الاقتصاديون فغير متفقين في هذا الموضوع أيضا فذهب موسيو موريس بلوك » في جريدة « الديبا » وفى مجلة « العالمين الجديدة » الى ان زيادة النسل زيادة سريعة من موجبات ضعف الأمم لأن الفقر من لوازمها . ووافقه موسيو « دى مولينارى » في جريدة « الاقتصاديين » التي هو مديرها ولكن الاستقراء لا يؤدى الى هذه النتيجة اذ ليس من المسلم أولا ان قلة النسل تفيد الأمة الفرنساوية . نعم لو كنا محاطين بسور كسور الصين فلا يتخلل أمتنا عنصر أجنبي من أي نوع كان لأصبحنا في معيشة راضية في بلاد قل عدد سكانها اذ قلة المدد تسهل لكل فرد مصادر العيش وتجعله يستفيد مما تجعل الأمة أكثر مما لو كانت كثيرة العدد . غير ان الأحوال لا تجرى كذلك والنقص في النسل يستعاض على الدوام بتهافت القصاد من الأجانب فالوافدون على البلاد الفرنساوية كثيرون من جميع (1) مجاورها البلجيكيين والالمانيين والسويسريين والباسكيين ) والاندلسيين (۱) هم سكان أطراف جبال البيرينية الغربية
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/148
المظهر