مصير سر تقدم الانكليز السكسونيين ۱۳۷ الاطفال مكفول بما لكل واحد منهم من الهمة الذاتية التي بلغت فلا منتهاها ولما ربى عليه الشبان من القدرة على تحصيل عيشهم بنفسهم تكلف الآباء ايجاد مرتزق لابنائهم ولا يجمعون لهم مالا مهر و هم به غير ان كثرة أعضاء العائلة الواحدة تزيد في ثقل العبء على الآباء زيادة ليس لهم طاقة بها مهما أرادوا فلا . لجأ لهم الا الهرب من تلك الزيادة وهذا هو السبب فى ان معظم الفرنساويين لا يحسدون الذين كثر أبناؤهم أن بل هم يرثون لحالهم . ولهذا أيضا كان كل مايتمناه الواحد منهم هو لا يكون له الا ولد وابنة أو ولد واحد حتى يقال كما اصطلحوا عليه « ولد وحيد » وليس لاولئك الآباء ان يعتمدوا في تحصيل مرتزق أبنائهم على العائلة لأنها قد انحلت أو على همة الابناء أنفسهم لان التربية قد أضاعتها و رجع الابناء الى آبائهم يطلبون العيش منهم وأصبح هؤلاء لا يقدرون على ذلك الا اذا أمهروا أبناء هم وهم مضطرون فى ذلك الى ايجاد ثروة متعددة بقدر ما لديهم من الابناء قبل ان يتزوج كل واحد منهم أى في مدة تختلف من ثماني عشرة الى ثلاثين سنة واذا تزوج الواحد منهم وجاء له بعد سنة مولود تراه لا نظر اليه نظر من يفرح بشعره الاصفر وتبسمه اللطيف بل الذي يفكر فيه الوالد عند ما يقع نظره عليه هو وجوب تحصيل المهر له فاذا مضى له فاذا مضى ثمانية عشر شهراً أو سنتان وجاءه مولود ثان كان ذلك عنده عبارة عن وجوب تحصيل ثان . ثم يرى انه لا بد من تحصيل المهرين في مدى خمس وعشرين سنة ويحس من نفسه ان العبء صار ثقيلا وانه لا طاقة للزيادة فيه مهر -11-
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/145
المظهر