١٣٤ التربية الفرنساوية تقلل الموليد المشاهد الزخارف والحاجات الصناعية والملاذ المخترعة وغير ذلك . ومن حقيقة ان عدد الزواج يقل آنا فانا فاذا نظرنا الى الاشخاص الذين يصح الاقتران بينهم فى جميع الامم كانت فرنسا الحادية عشرة في الرتبة من بينهم اذ يتقدم عليها « الانكليز » و « البروسيانيون » و « الهولانديون » و « النمساويون » وغيرهم . ولضعف العزائم المستمر دخل في هذا الانحطاط غير ان الذى يحوجنا هو معرفة السبب الذي حمل الفرنساويين من مبدأ هذا القرن على الابتعاد عن الزواج والموجب لتثبيط العزائم بينهم أكثر من غيرهم رابعا الميل الى الاستئثار بأكبر ما يمكن من اللذائذ وهو مسلم لكن علينا ان نعرف السبب فى انصباب الفرنساويين على اللذائذ فجأة انصبابا لا حد له وكيف ان ذلك الميل بعينه لم يوجد عند الانكليزى أو الالماني أو الروسى وغيرهم اذ ليس من المعقول ان لا يكون أولئك القوم ممن يميلون بالطبع الى الزيادة في لذائذهم فوجب ان يكون هناك سبب منعهم عن الاقلال من النسل طلبا للذائذهم وان ذلك السبب غير موجود في البلاد الفرنساوية بقى خامسا زيادة السمة في المعيشة وموجبات الراحة . نظرا لارتفاع الاجور ذلك أيضا أمر عام وحينئذ لا يمكن الاعتماد عليه في تعليل حالة فرنسا الخصوصية وقد اعترف بذلك موسيو « نادياك » حيث قال « زادت بسطة العيش في كل مكان زيادة كبرى فترى فى الارياف كما نشاهد في المدن ان الاجور قد ارتفعت كثيراً وتحسن الملبس والمطعم وصارت المساكن أقرب الى الصحة وأوفى بحاجات المائلات وتقدم الناس في معرفة لوازم
