سر تقدم الانكليز السكسونيين لهذا ا جتمع الاطفال كلهم حول مدارس الحكومة حيث يضيع مستقبلهم في جوانبها . فكل من كسب درها أو درهمين من الزراعه أو الصناعة أو التجارة يمسى ويصبح مفكراً في الخروج من مهنته وفي تربية ابنه ليكون ضابطا في الجيش أو موظفاً في الحكومة أو من الكتاب وأهل الأدب . وعليه فالفرنساوى لا يدبر ماجمع من المال بنفسه بل يدخره حتى يرمى به في أسواق البيع والشراء المالية « البورصة » وهكذا كان هرب الفرنساويين من الحرف والصنائع . وجبالزيادة المال المخزون . الا أن هذه الاسباب التي تدعو الآن الى وفرة المال تؤدى أخيراً الى النقص فيه سنة بعد الاخرى وتنتهى بضياعه في زمن يتخيلون أنه بعيد . فكما ان نقص الاطفال يزيد في الاموال فانه من جهة أخرى يضعف القدرة على الاعمال فان كان للرجل سنة أولاد لزمه أن يشتغل كثيراً وكثرة شغله تزيد في ثروة الامة ، فان . لم يكن له الا ولد واحد قل عمله وضعف تأثيره في انماء الثروة العمومية . وكذلك اذا خرج الطفل من عائلة كبيرة العدد قل أمله في ثروة أبويه وعول في رزقه على نفسه فيزداد اقدامه على العمل وتكبر فيه الهمة بخلاف ما لو خرج من عائلة هو وحيدها فانه يجعل كل اعتماده عليها ولا يعول على نفسه الا قليلا . وزد على هذا أن نفورنا من الصنائع ذات المكاسب وأن سهل لنا أن نلقى بجميع ما اقتصدنا من المال في الاسواق المالية يبعدنا عن منابع ذلك الاقتصاد اذ لامصدر للثروة العمومية الا الزراعة والصناعة والتجارة وقد نسينا أن غيرها من المهن والحرف دخيل ليس بالاصيـل وأن مرجعها كلها الى تلك المنابع الثلاثة - 14
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/113
المظهر