سر تقدم الانجليز السكسونيين وقبل الطعام على تلاوة بعض آيات التوراة ونشيد بعض الالحان والاستغاثة ببعض التضرعات الأدبية الدينية العمومية وللتلامذة من يوم الا الاحد فسحة يعبد كل واحد منهم في الكنائس القريبة من المدرسة على حسب قواعد مذهبه الخاص ويذهب الكاثوليك منهم لسماع القداس في كنيسة قريبة واليك ماجاء في الكراسة مختصا بالدن « للدين شأن خطير في الحياة فوجب ان تكون ممزوجة به . غير انا لا نعلمه التلامذة كأنه جزء منها بل باعتباره كلا منتظما ينتشر في الذات كلها وان اختلفت المذاهب وتشعبت الطرق . فيجتمون ربع ساعة في الصباح . ومثل ذلك في المساء ليشتغلوا بالدين ويتوجهوا الى ربهم باشارات ظاهرة » تلك هي المدرسة وذاك هو نظامها . وهي تجربة أراها مفيدة للغاة لأنها تدل على ميل الافكار الى اختيار طريقة في التعليم توافق مقتضيات الهيئة الاجتماعية في الاعصر الحاضرة وهي تخالف كل المخالفة جميع الطرق المألوفة في غيرها لما هي عليه من التعليم العملى وافراغ جهدها في تربية الرجل من جميع الجهات والوصول بملكاته الى الممكن من التقدم وانماء قدرته وعزيمته وهمته الى الحد المستطاع . وفي هذا ميل الى التربية الاستقلالية التي تنتشر الآن في جميع انحاء المسكونة ۹۹ يجب في العالم الجديد تربية جديدة يشب المرء فيها معتمداً على نفسه لا على الجمعية أو حزب من الاحزاب فينظر في عمله الى المستقبل ليكون هو قبلة حياته التي تشخص اليها ويهمل الماضى فلا يربط أعماله بما كان يقتضيه
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/107
المظهر