انتقل إلى المحتوى

صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٦
في الخزافين العظام

فاكتشف الصيني الأبيض. وذلك أنهُ كان يلبس لمَّة من الشعور العارية حسب عادة تلك الأيام فوجد ذات يوم أنَّ لمتهُ أثقل من المعتاد فسأل خادمه عن السبب فأجابهُ إنَّ ذلك من ثقل المسحوق الموضوع بين الشعر. وكان هذا المسحوق نوعاً من التراب فخطر على بالهِ حينئذٍ أنه ربما كان نفس التراب الذي يُصنَع منهُ الصيني. وهكذا كان لأن هذا التراب كان محتوياً على الكاولين الذي هو تراب الخزف الصيني وكانت النتيجة أن هذا الاكتشاف كان أنفع من اكتشاف الإكسير بما لا يُقدَّر.

وفي أكتوبر من سنة ١٧٠٧ أهدى إلى المنتخب أول قطعة من الخزف الصيني فسرَّ بها المنتخب سروراً جزيلًا وأمر أنْ يُقدَّم لهُ كل ما يلزمه لإتقان اختراعه هذا فاستخدم خزَّافاً ماهراً وشرع في عمل الخزف الصيني. وحينئذٍ أهمل الكيمياء وكتب على باب معمله ما ترجمته

قد عاضني اللهُ العظيمُ الجبَّار
من صنعة النضار صُنْعَ الفخَّار

إلَّا أنهُ كان لم يزل تحت الحفظ الشديد مخافة أنْ يفشي سره لآخر أو يفرَّ من قبضة المنتخب. وكانت معاملهُ وأُتنهُ محروسةً بالجنود نهاراً وليلًا. وعُيِّن لحفظهِ ستة من الضباط كانوا مطالبين بهِ

ولما رأى المنتخب نجاح بتغر ورواج مصنوعاتهِ عزم على إقامة معمل ملكي مؤملًا أنْ يغتني بذلك كما اغتنت هولندا من معامل الخزف المدهون (القيشاني) فأصدر أمراً ملكيًّا في الثالث والعشرين من فبريه (شباط) سنة ١٧١٠ لإقامة معمل كبير للصيني في البرختسبرغ وتُرجم هذا الأمر إلى اللاتينية والفرنسوية والدنيمركية ووزعهُ سفراءُ المنتخب في كل قصبات أوروبا وفيه يقول إنَّ المنتخب فردريك أوغسطوس قد نظر إلى خير سكصونيا التي أصابها ضرر كثير من الغزوة الأسوجيَّة ووجَّه التفاته إلى الكنوز التي تحت الأرض وأقام رجالًا ماهرين للبحث فيها فاصطنعوا له نوعاً من الآنية الحمراء