على الدخول إلى الصين أصابتهُ حمى شديدة في جزيرة سنكيان أنهت حياته السعيدة وتوجتهُ بتاج المجد. ولعلهُ لم يدس دنيانا رجل أشجع منهُ ولا أنبل غاية
وحذا حَذْوَ زڤير مبشرون آخرون منهم شورنس وكاري ومرثمن وكتزلف ومريصن ووليمس وكمبل ومُفات ولڤنستون. أمَّا وليمس فكان في صباهُ صانعاً عند رجل يبيع الأدوات الحديدية. وكان ماهراً في الحدادة ومغرماً بتعليق الأجراس وبكلِّ عمل يبعدهُ عن دكان معلمهِ. وحدث أنهُ سمع عظة مؤثرة أثَّرت فيهِ تأثيراً عميقاً فصار معلماً في مدرسة من مدارس الأحد ثم طرق أذنيهِ أمر التبشير في الأصقاع البعيدة فعزم أنْ يُوقِف نفسهُ على هذا العمل خدمتهُ على جمعية التبشير الإنكليزية فأرسلتهُ إلى جزائر الأوقيانوس الباسيفيكي وكان يعمل بيديهِ في الحدادة والحراثة وبناءِ السفن واجتهد في تعليم الأهالي هذه الصنائع وهو يبشرهم بالديانة. وبينما هو في وسط عملهِ هجم عليهِ البرابرة في أرومنكا وقتلوهُ وإنه لجدير بلبس إكليل الاستشهاد
أمَّا الدكتور لڤنستون فكان أسلافهُ فقراءَ ولكنهم كانوا مشهورين بالصدق والأمانة وأن واحداً منهم مشهوداً له بالحكمة والفطنة دعا أولادهُ عندما حضرتهُ الوفاة وقال لهم إنني قد نظرت في كلِّ أخبار اسرتنا التي وصلتُ إليها فلم أجد بين كلِّ أسلافنا رجلًا عديم الاستقامة فلذلك إذا سار أحدكم أو أحد أولادكم في طرق معوجة فلا يكون ذلك لأصل وراثي. ووصيتي الأخيرة لكم أنْ تسيروا بالاستقامة
ولما بلغ لڤنستون العاشرة من عمرهِ وُضِع في معمل قطن بالقرب من غلاسكو فأخذ أجرة الأسبوع الأوَّل واشترى بقسم منها كتاب نحو لاتيني وعكف على درس هذه اللغة في مدرسة ليلية وكان يُحْيي أكثر من نصف الليل في الدرس فقرأ فرجيل وهوراس وكلَّ كتاب