لنفسهِ أضرَّه وأضرَّ قومهُ معهُ بعد أنْ تركهم فى فوْضى. ويظهر من حياتهِ أنَّ القوة التي لم تؤسس على المبادئ الصحيحة تضر بأصحابها وأن الفطنة بلا صلاح مبدأ شيطاني.
وأمَّا ولنتون الشهير فلم يكن أقل من نبوليون عزماً وإقداماً ولكنه كان منكراً نفسه عفيفاً محبًّا لوطنهِ كان غرض نبوليون الأقصى المجد وغرض ولنتون القيام بالواجب حتى قيل إنَّ كلمة «المجد» لم ترد في كلِّ كتاباتهِ وأمَّا كلمة «واجبات» فكثيراً ما وردت ولكن ليس بالعُجب والافتخار. وأقوى الصعوبات لم توهن عزم هذا البطل بل كانت قوتهُ تعظم بتعاظم المصاعب المحيطة بهِ. وما أظهرهُ من الصبر والثبات والحزم في حرب إسبانيا يفوق وصف الواصفين لأنهُ أقام هناك قائداً وحاكماً وكان غاية في حدة الطبع إلا أنَّ عقلهُ حكم على طبعهِ فظهر لمن حولهُ غايةً في الصبر والجلد ولم يشب أخلاقهُ الحميدة شيءٌ من الطمع أو الحسد أو الهوى فاجتمعت فيهِ مهارة نبوليون القياة وجسارة كليڤ وحكمة كرمول وعفة وشنطون وخلَّد اسمهُ في سجل الحكمة والإقدام.
وأول ظواهر النشاط السرعة. قال الشاعر
قيل سألت اللجنة الأفريقية لديرد السائح متى تسافر إلى أفريقية (بعد أنْ عينته للذهاب إليها) فأجاب غداً. ولما سُئل جون جرفيس (وهو الذي لُقِّب بعدئذٍ أرل سنت ڤِنْسنت) متى تكون مستعدًّا للنزول في سفينتك أجاب «الآن». ولما عُيِّن السر كولن كمبل قائد للجيش الهندي سُئل متى تكون مستعدًّا للسفر فأجاب غداً. وبالسرعة وانتهاز الفرص يُكتسَب الظفر قال نبوليون إنني انتصرت في واقعة أركولا بخمسة وعشرين فارساً وذلك أنني انتهزت فرصة تعب العدو واقتحمتهُ بهم بعد أن اعطيت كلا منهم بوقاً فتغلبت عليهِ.