وبدالين وقسوس وتجار وغيرهم من أهل الكدح. فاللورد لندهرست ابن مصور وسنت ليونردس ابن مزّين وإدورد صغدن كان خادماً واللورد تنتردن ابن حلاق وقيل إنهُ أخذ مرة ابنهُ تشارلس بيدهِ وأراهُ دكاناً صغيراً وقال لهُ انظر إلى هذا الدكان فإن أبي جدَّك كان يحلق فيهِ ويأخذ على الرأس عشرين بارة وهذا هو فخري العظيم. وارتقاء كنبون والنبرُو إلى منصب لورد تشنسلر1 ليس أقل غرابة من ارتقاءِ اللورد تنتردن إلى هذا المنصب وكذا ارتقاءِ اللورد كمبل وهو ابن مغنٍّ
وبين كل الذين ارتقوا إلى هذا المنصب ليس مَن ارتقاؤه أغرب من ارتقاءِ اللورد ألدُن فإنهُ ابن بائع فحم من نيوكسل وكان في صغره مشهوراً بسرقة الجنائن فقصد أبوه أنْ يضعه صانعاً عند بدَّال ولكنهُ عدل عن ذلك وعزم أنْ يعلمه حرفته وهي بيع الفحم. وحينئذٍ أرسل إليهِ ابنهُ وليم (وهو الذي دُعِي فيما بعد اللورد ستول) وكان تلميذاً في أكسفرد يقول ابعث جاكاً إليَّ لعلي أدبر لهُ عملًا مناسباً فمضى إلى أكسفرد وتتلمذ فيها ولكنهُ لم يلبث طويلًا حتى هوي فتاة فخطفها ومضى بها وقطع الحدود بين إنكلترا واسكتلندا وتزوج بها ولا بيت لهُ ولا مال فرُفض من المدرسة ومن الكنيسة (لأنه كان معيَّنًا للقسوسية) فعزم على درس الحقوق وكتب إلى صاحب لهُ يقول قد تزوجت جهلًا ولكني عازم أنْ أبذل جهدي لأقوم بحاجات المرأة التي أحببتها. ثم أتى لندن واستأجر بيتاً في زقاق كرسيتور وأقام فيهِ يدرس علم الحقوق برغبة شديدة فكان يقوم الساعة الرابعة صباحاً (قبل الظهر بثماني ساعات) ولا يلقي الكتاب حتى يمضي أكثر الليل، وإذا دهمهُ النعاس ربط رأسهُ بمنديل مبلول بالماءِ حتى لا ينام. ولم يكن قادراً أنْ يدرس على محامٍ فنسخ بيدهِ ثلاثة مجلدات
- ↑ لقب وزير الحقانية ورئيس مجلس الأعيان