رغبة شديدة في اقتحام المخاطر. ثم بلغه أنَّ سفينة أخرى انكسرت بقرب بورت ده لابلاتا منذ خمسين سنة وكانت مشحونة ذهباً والفضة فعزم أنْ يذهب في طلبها ويصطادها اصطياد السمك. ولكن هذا العمل يقتضي نفقة كبيرة ولم يكن معه شيءٌ منها فمضى إلى إنكلترا وكان خبر تخليصهِ شحن السفينة المكسورة في جزائر بهاما قد سبقهُ إليها فلما بلغها طلب مساعدة الحكومة وأقنع رجال السياسة بصحة طلبهِ حتى إنَّ الملك تشارلس الثاني سلمهُ قيادة سفينة فيها ثمانية عشر مدفعاً وخمسة وثمانون بحريّاً فأقلع بهم إلى شاطيءِ هسينيولا ولكنهُ رأى أمامه شاطئاً واسعاً وبحراً لا نهاية لهُ فأخذت رجالهُ تغوص إلى أعماق البحر يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع لعلها تجد أثراً يدل على بقايا تلك السفينة فلم تجد وكان فبس غايةً في شدة العزم وعلو الهمة وعظم الأمل فدام على هذا الأمر مدة حتى قلق النوتية أيَّ قلق وأخذوا يتناجون قائلين إنَّ رئيسهم من أضل الناس سبيلًا ثم جاهروا بالعصيان وهجم قوم منهم على قمرتهِ وطلبوا منهُ أنْ يرجع بهم. إلَّا أنه لم يخف من وعيدهم بل قبض على رؤسائهم وقيدهم. وعند ذلك اضطر أنْ يدنو من جزيرة لكي يصلح السفينة ففعل وأنزل قسماً من المئونة إلى البر فاتفق أكثر البحرية على أنْ يقبضوا على السفينة ويقتلوهُ ويصيروا قرصاناً ويغزوا المراكب الإسبانيولية في الأبحر الجنوبية ولكنهم رأوا أنهُ يجب أن يكون معهم رئيس نَجَّاري السفينة فكاشفوهُ بمكيدتهم فمضى وأخبر فبساً بذلك فجمع فبس الذين يعلم أنهم مطيعون لهُ وأمر أنْ تُحْشَى المدافع التي تجاه الجزيرة يرفع سلم السفينة فلما أقبل البحرية الذين صمموا على العصيان منعهم عن الدخول إليها وهددهم بإطلاق المدافع إذا اقتربوا من المئونة التي كانت لم تزل على البر. فتنحوا عنها فأمر أنْ ترجع إلى المركب تحت حماية المدافع. فلما رأى العصاة ذلك خافوا أنْ يُتْرَكوا على تلك الجزيرة
صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/156
المظهر