فاشترى قطعة جنفيص ومدَّها على برواز ودهنها بالأسفيداج وابتاع ادهاناً وأخذ يصور عليها ولكنهُ لم ينجح لأن الجنفيص كان خشناً ولم يجف الدهان عليهِ فشاور معلمهُ الحلاق في ذلك فأخبرهُ من أين يمكنه أنْ يبتاع جنفيصاً وادهاناً محضرة للتصوير. فلما صار معهُ ما يكفي لابتياع المواد اللازمة للتصوير ابتاعها وأتى معلمهُ الحلاق فعلمهُ بعض المبادئ فلم يلبث طويلًا حتى فاق معلمهُ. وأول صورة صوَّرها نقلها عن صورة مطبوعة تُدعَى جز الغنم فباعها بستة غروش. ثم اشترى رسالة صغيرة في فن التصوير بالزيت وصنع لنفسهِ الأدوات التي استطاع صنعها واشترى البقية بدراهم حصلها مما عملهُ في المسبك فوق المطلوب منهُ وهذا كل ما أمكن والداه أن يسمحا له بهِ لكبر عائلتهما. وكان يذهب إلى منشستر ماشياً لكي يجلب شيئاً من الأدهان والجنفيص وهي على بعد ثلاث ساعات ويرجع والتعب آخذ منهُ كل مأخذ. وما يأتي مأخوذ من كتاب كتبهُ للمؤلف قال « والصورة الثانية التي صورتها صورة أرض وأُوقِع عليها نور القمر ثم صورت صورتين أو أكثر وحينئذٍ خطر ببالي أن أصوّر مسبكاً وكان ذلك في فكري منذ زمان طويل ولم أجسر عليهِ قبلًا خوفاً من الفشل ولكني رسمتهُ حينئذٍ على القرطاس وشرعت في تصويرهِ على الجنفيص ولم يكن صورة مسبك خاص ولذلك يمكنني أنْ أحسبهُ صورة مبتكرة لانني لم أنقلهُ عن شيءٍ. وبعد أنْ رسمت حدودهُ رأيت أنهُ يلزمني أنْ أدرس التشريح لكي يمكني أنْ أصور أعضاءَ العمال وعضلاتهم تصويراً صحيحاً. وهنا يجب أنْ اعترف بفضل أخي عليَّ لأنه اشترى لي كتاب فلكسمن في التشريح الذي لم يكن في طاقتي أن أشتريهُ لأن ثمنه أربعة وعشرون شلنًا فاعتبرته ككنز ثمين ودرستهُ باجتهاد لا يفوقهُ اجتهاد فكنت أقوم إلى درسهِ الساعة الثالثة صباحاً وأعري أخي وأوقفه أمامي لكي أدرس عليهِ وأرسمهُ. وما زالت على ذلك
صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/144
المظهر