بينهم عضواً ولم يمضِ عليهِ إلا وقت قصير حتى انتُخِب أستاذاً للنقش في المدرسة الملكية ولم يكن أليق منهُ لهذا المنصب كيف لا وقد حصل ما حصلهُ بالسعي والاجتهاد متغلباً على ما حال دونهُ من المصاعب
وعاش فلكسمن زمناً طويلًا في الراحة والتوفيق ولم يكدر صفاءَ عيشه إلا موت امرأتهِ وعاش بعدها سنين عديدة صنع فيها شيئين من أعظم ما صنعه وهما ترس أكلس وتمثال ميخائيل رئيس الملائكة قاهرًا الشيطان
وهاك ترجمة نقاش آخر وهو تشنتري الشهير الذي كان يفتخر بأنهُ تغلب على الصعوبات الكثيرة المحدقة بهِ باجتهادهِ. مات أبوهُ وهو صغير فتزوجت أمهُ وكان عملهُ حينئذٍ أنْ يحمِّل حماراً وطبي لبن ويسوقهُ إلى شفيلد فيبيعهما فيها ولكن زوج أمهِ تذمر من وجودهِ في بيتهِ فوضعهُ صانعاً عند بدَّال (بقال) فمرَّ يومًا أمام دكان نقاش ينقش الخشب فرأى فيهِ من المصنوعات المذهَّبة ما أذهلهُ فأحب أنْ يتعلم هذهِ الصناعة وأخذ يتوسل إلى أقاربهِ لكي يضعوهُ عند النقاش فاستحسنوا ذلك ووضعوهُ عنده صانعاً ليتعلم النقش والتذهيب على شرط أنْ يبقى عندهُ سبع سنوات وكان يقضي كلَّ ساعات العطلة في الرسم والتمثيل والدرس حتى إنهُ كان يُحيي جانباً كبيراً من الليل في مثل ذلك. ولما بلغ الحادية والعشرين وكان لم يَنْتَهِ الأجل المعين لبقائهِ تلميذاً عند معلمهِ دفع لهُ كلَّ ما كان يملكهُ حينئذٍ وهو خمسون جنيهاً لكي يفسخهُ العقد الذي بينهما ففسخهُ وانطلق إلى لندن وأخذ يعمل عند نقاش فيها وكان يمضي أوقات الراحة في الدرس فن التصوير والتمثيل. ومن جملة الأعمال التي عملها وحدهُ نقش غرفة المائدة لرجرس الشاعر. وكثيراً ما كان يُدعَى بعد أنْ اشتهر أمرهُ ليأكل في تلك الغرفة فكان يُري المدعوين معهُ عملهُ الذي عملهُ في أوائل حياتهِ