هذا إلى دراسته القانونية وحصوله على درجة جامعية فيها من الهند قبل
سفره إلى إنجلترا، ثم ذهابه إلى إنجلترا عضو بعثة ، وثقافته الواسعة هناك ، ودراسته
الأدبية والتاريخية لتغذية نفسه ؛ ثم كان له من بروز شخصيته ، ونبالة نفسه ،
واعتداده بأنه شريف النسب تنتمى أسرته إلى النبي العربي ، ما جعله يظهر
في الأوساط الإنجليزية ، ويؤكد صلات الصداقة بينه وبينهم ، ويتعرف الحياة
الاجتماعية الإنجليزية أدق معرفة .
كل هذا مكن له فى شق طريقه إلى الإصلاح.
وكان حسن استعداده الأدبى ، ودراسته الآداب الإنجليزية في سعة وعمق ، مما مكن له فى السيطرة على أسلوب إنجليزى أدبى ممتاز ، استخدمه في نشر كتبه الإسلامية المملوءة حماسة وغيرة على الإسلام .
ففي أواخر سني دراسته في إنجلترا أصدر كتاباً عن « محمد وتعاليمه » كان له صدى بعيد في الأوساط الأوربية والهندية . وقد قال عنه المستشرق أسبورن Osborn : «إن هذا الكتاب يستحق الإعجاب حقا ؛ وقد كتب بأسلوب يدل على ملك كاتبه لناصية اللغة الإنجليزية ، أسلوب قل من يستطيع أن يجاريه من الإنجليز المثقفين، أسلوب خلا من العيوب التي وقع فيها مثقفو الهنود ويجب أن يهنأ مسلمو الهند بأن يكون منهم من بلغ هذه الدرجة ، ومن المستحيل على من فاتحة أعماله هذا الكتاب ألا يكون له في مستقبله أثر فعال عميق في قومه . أما موضوع الكتاب فإننا نخالفه في كثير من مسائله . وسنعرض وجهة نظرنا ووجهة خلافنا فيما بعد»
واستعمل قلمه البليغ هذا في كتابيه الكبيرين « مختصر تاريخ العرب » و « روح الإسلام » ، ففى الأول لخص تاريخ المسلمين ، وعُني بوصف حالتهم الاجتماعية في أسلوب سهل جذاب ؛ وفى الثانى عنى بوصف الدين الإسلامي،