4 عرض الحائط 6 f f .. وعثمان في عزمه وسداده لم يركن إلى اخماد الثورات التي قامت ، بل أمر قواده بمواصلة الزحف خارج الحدود ، حتى لا يعودوا فيثيروا الفتن والقلاقل من جديد ، وبذلك اتسعت الفتوحات الي حدود الهند والصين شرقا والى ابواب القسطنطينية وتخوم الاندلس غربا ، والى ما وراء بدر الخزر شمالا ، والى السودان وجوانب الحبشة جنوبا . وعثمان في جرأته واقدامه حسم مشكلة غزوة قبر ورودسی رجز بحر الروم ، لدفع الغارات البحرية عن شواطيء مصر والشام والقيروان ، وهذه مشكلة عرضت على عمر فتخوف منها ، لانه كان لا يحب أن يكون بينه وبين جيشه بحر أو جسر أو قنطرة ، وضربه بالحاح معاوية عليه في ركوب البحر بل توعدم. آن فعل ، خاصة بعد أن هول له عمرو بن العاص اخطار البحر ، فأقسم عمر لا يحملن علیه مسلما ابدا ، ومادن ملك الروم من أجل ذلك ۰۰ فكان موقف عثمان تجاه هذه المشكلة من ادل أعماله على نصيبه من الاجتهاد والاقتداء ، وأنه أقدم حيث أحجم من مو أشهر منه بالاقدام فقد كتب الى معاريه ياذن له بركوب البحر ، ويشترط عليه ألا ينتخب الناس ، ولا يقترع بينهم ، وان يخيرهم ، فمن اختار الغزو طائعا حمله وأعانه وكان لاسطول المسلمين بقيادة عبد الله بن قیسی الجاسي. دور عظيم في تحقيق النصر ، والسيطرة على سبل الملاحية ، وقد كان لهذه الخطوة الجريئة اثرها في تهدئة الجبهة الداخلية ، حيث أصبحت تلك الغزوات شاغل المسلمين يتابعونها ويترقبون أخبارها .. ولكن هذا لم يدم طويلا ، خامية بعد أن تفاوتت مواقع الجهاد ، وعلد المجاهدين ، ونصيب كل مجاهد ، مما جعل بوادر الثورة تظهر لدى من يستشعرون بانهم دون غيرهم رسمات الكاتب العديد من الأمثلة منذ عهد عمر حتى نهاية عهد عثمان ، وعلل لذلك بقوله : انها جرائر الاختلاف من نظام الخلافة الى نظام الملك ۰۰ وقد عدد الكاتب أسباب القلاقل .. كتباعد مواقع الجيوش ، والتنافس بينها ، والتهم التي لحقت ببعض الولاة : "کالولید بن عقبة وسعيد بن العاص اللذين تعاقبا على ولاية الكوفة في عهد عثمان ، فاتهم الأول بشرب الخمر وثبتت التهمة ، وأقيم عليه الحد ، وعزل واتهم الثاني بتعمد التشهير بسلفه ، خاصة بعد أن غسل المنبر قبل أن يجلس عليه ، فكثر اللغط فسي مجلسه ، وبدأت حركة نفور منه ، وتمرد ضده وضد عثمان ، وكثر الشاغبون من الررادف والاتباع، وصار لهم تجمعات ، وبينهم مکاتبات ولقاءاته ، فكانت تلك الزلازل النفسية بمثابة صدمة لعثمان ، ابتلي بها رعاياه في بحبوحة السلم والرخاء ، فكانت طورا جديدا في حياة أولئك الرعایا رعایا خلافة ،،ولا رعايا مملكة .. وفارق كبير بين نظام الخلافة ونظام الملك ، هو الفارق بين الثقة التي لا تحتاج الى حماية ، وبين السلطة الته. تحمي نة مها ، f . 6 فلا
صفحة:ذو النورين عثمان بن عفان (المكتبة العصرية).pdf/12
المظهر