انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تخليص الإبريز في تلخيص باريز‬

وقد سلف في عبارة القاموس أسماء البلاد التي تسمى «بإسكندرية»، وليس مما ينسب إلى «إسكندر» الرومي الشهير بلدة «الأرناؤط» المسماة «إسكندرياسي»، يعني «إسكندرية». بل هي منسوبة على «إسكندربيك».

وقال بعضهم: مدينة «إسكندرية» ببر مصر كانت تسمى قبل بناء الإسكندر لها بنحو ثلاثمائة سنة واثنتين قبل ظهور عيسى (عليه السلام) «قيسون» (بفتح القاف وسكون الياء التحتية).

وقال الإفرنج: إنها كانت تسمى «نو»، (بضم النون)، وقبل فتحها بالإسلام كانت تارة تحت حكم الرومان، وتارة تحت حكم الأروام أو اليونان.

وفتحها عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب، ولما فتحها كتب إلى عمر (رضي الله عنه) أنه وجد بها أربعة آلاف قصر، وأربعة (ص ٢٦) آلاف حمام، وأربعين ألف يهودي تدفع الجزية، وأربعمائة ميدان، واثني عشر ألف بقال، وخضري، وفاكهاني، ولعل هذا من مبالغات المؤرخين، كما بالغوا في غيرها من البلاد؛ كمدينة بغداد.

ومن عجائب ما فيها خزانة الكتب التي حرقها عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، فكانت عدة ما فيها من الكتب سبعمائة ألف مجلد.

وقد كان أهل هذه المدينة في سالف الزمان ثلاثمائة ألف نفس تقريبًا، أهلها الآن أقل من ذلك بكثير.

وقد تغلب عليها الفرنسيس ثم أخرجهم الإنكليز منها، ورجعت إلى يد الإسلام.

ومن الآن يلوح عليها أنوار العمارات، وبها بهجة التجارة، كما أنها كانت في الزمن السابق مركزًا للتجارات، وصارت في هذا الوقت دار إقامة الحاكم في أغلب الأوقات، وهي أشبه وضعًا وعمارة بفرضات الإفرنج.

وهي على الشمال الغربي من القاهرة بنحو خمسين فرسخًا، موضوعة في إحدى وثلاثين درجة، وثلاث عشرة دقيقة من العرض، يعني درجة البعد عن خط الاستواء، وسيأتي ذكر المسافة بينها وبين باريس.

٤٤