انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تخليص الإبريز في تلخيص باريز
خليلي، بادر بي إلى النهر بكرة
وقف منه حيث المد يثني عنانه
ولا تجز الأرحا، فإن وراءها يبابا،
وعيني لا تريد عيانه

فعلى هذا تكون «إسكندرية» اسم بلدة بالأندلس. ولعل «إسكندر» حين اجتيازه بجزيرة الأندلس بنى بها بلدة.

وذكر صاحب كتاب «نشق الأزهار في عجائب الأقطار» إن الإسكندر ذا القرنين اجتاز بلاد الأندلس، وفتح بها (بغاز) جبل الطارق، المسمى بحر الزقاق، وإن محل هذا البغاز كان أرضًا بين «طنجة» وبلاد الأندلس، ولم يذكر في هذا الموضع أن «إسكندر» بنى بلدة بهذه الجزيرة، لكن هذا لا يدل على عدم وجود بلدة بها.

وظاهر عبارتهم أنه يوجد اثنان، كل منهما يسمى (ص ٢٧) الإسكندر: أحدهما «إسكندر ذو القرنين» والآخر، هو قاتل «دارا».

وقال في القاموس في موضع آخر: «ذو القرنين» إسكندر الرومي؛ لأنه لما دعاهم إلى الله تعالى ضربوه على قرنه، فأحياه الله تعالى، ثم دعاهم، فضربوه على قرنه الآخر، فمات، ثم أحياه الله، أو لأنه بلغ قطري الأرض، أو لضفيرتين له. انتهى. فظاهر كلامه أن إسكندر ذا القرنين هو نفس إسكندر الرومي.

والذي عليه علماء الشرق أن ذا القرنين المذكور في الآية الشريفة هو غير إسكندر اليوناني، فإن الأول أقدم من الثاني وهو الذي قيل بنبوته، وأنه بنى سد «يأجوج ومأجوج»، وإنه بحث عن ماء الحياة بلا طائل، وفاز به الخضر (عليه السلام) فلذلك كان حيًا إلى الآن، وأما الثاني فإنه يسمى «إسكندر الرومي» أو اليوناني، يعني الإغريقي؛ لأن قدماء الأغارقة تسمى: اليونان، والمتأخرون يشتهرون باسم الأروام.

وأما الإفرنج فلا يقولون إلا بوجود «إسكندر الأكبر» ابن «فيليبش» أو ابن «فيلبوش» المقدوني،1 ويجعلونه عين ما يعبر عنه في التواريخ العربية باسم «إسكندر ذي القرنين»، وينسبون إليه سائر ما يحكى عنه من العجائب، كسد «يأجوج ومأجوج» ونحو ذلك، غير أنهم لا يصدقون بما لا يوافق العادة.2


  1. في المطبوعة «المقدواني».
  2. في المطبوعة «للعادة».
٤٢