انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/167

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الفصل الحادي عشر
‫في كسب مدينة باريس ومهارتها



اعلم أن المركوز في أذهان هؤلاء الطوائف محبة المكسب والشغف به، وصرف الهمة إليه بالكلية، ومدح الهمة والحركة وذم الكسل والتواني، حتى إن كلمة التوبيخ المستعملة عندهم على ألسنتهم في الذم هي لفظة الكسل والتنبلة، وسواء في محبة الأشغال العظيم والحقير، ولو حصل من ذلك مشقة أو مخاطرة بالنفس، فكأنهم فهموا قول الشاعر:

حب السلام يثني عزم صاحبه
عن المعالي، ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقًا
في الأرض أو سلمًا في الجو واعتزل
ودع غمار العلا للمقدمين على
ركوبها، واقتنع منهن بالأمل

إلى أن قال:

فإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعوِّل في الدنيا على رجل

ثم إن أعظم التجارات وأشهرها في «باريس» معاملات الصيارفة، والصيارفة قسمان: صيارفة المملكة أو (الميري)، وصيارفة «باريس»، ووظيفة صيارفة الدولة بالنسبة للتجارة أن يضع الناس ما يريدون وضعه، ويأخذوا كل سنة ربحه المعين في قانونهم، فلا يعد عندهم هذا الربح ربا إلا إذا زاد عما في القانون، وللإنسان أن يأخذ ما وضعه من المعاملة عند صيارفة الدولة متى أراد، ومثل ذلك صيارفة «باريس»